صفحة :21   

1 ـ الإجابة الأولى

 قال المالكي:

الأخ هادي العاملي:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

سبق الجواب على سؤالك فيما مضى.. فقد سبق أن ذكرت أن مسألة أحاديث الوعيد من الأمور المتعلقة بـ «الأسماء والأحكام» التي خاض المسلمون بطوائفهم حروباً كلامية كثيرة، ليس كل من خرج على الإمام مات ميتة جاهلية بالمعنى الحرفي للحديث، وقد ذكر له العلماء تأويلات كثيرة لتعارض ظاهره مع أدلة أخرى، فنحن ينبغي أن ننظر في مجمل الأدلة كلها، لا أن نتمسك بأحاديث الوعيد، أو أحاديث الرجاء..

وأنا لا أقول ببطلان إمامة أبي بكر، ولا بموت الزهراء ميتة جاهلية، لكن من رأى بطلان إمامة أبي بكر أو موت الزهراء ميتة جاهلية يبقى مسلماً، وإن ارتكب في هذا الرأي خطأ عظيماً..

فالخوارج كفروا علياً، وهو كالزهراء في الفضل، ولم يكفرهم علي بذلك..

أيضاً إغضاب الزهراء بتأويل، أو لغضب عارض، أو نحوه، يختلف عن إغضابها بغضاً ومعاداة، بل حتى إغضاب النبي «صلى الله عليه وآله» بحسن نية واجتهاد ليس كفراً، أما إغضابه تعمداً وعناداً فهو من علامات النفاق والكفر..

الأمور تحتاج أن نبحثها بهدوء، بعيداً عن ضيق المذهبيات..

حسن بن فرحان المالكي

 

   
 
 

موقع الميزان