صفحة : 134  

توضيح وبيان:

وبعد ما تقدم نقول:

إن من يراجع الآيات القرآنية يجد: أنها في بياناتها لبعض القضايا الحساسة تعتمد أسلوباً مميزاً وفريداً، من حيث إنها تورد الحديث عن تلك القضايا بطريقة يصعب معها نيل تلك المعاني إلا بالخروج من حالة الغفلة والاسترخاء الفكري، لأنها تواجه الإنسان بإشارات قوية تضطره إلى استنفار كل قواه العقلية، وتفرض عليه مستوى من المعرفة، والتعمق، والإحاطة الواعية بدقائق وحقائق مختلفة، ونيل معانٍ عالية ودقيقة، تعطيه درجة من المناعة والحصانة عن التأثر بالشبهات، التي تجد فرصتها في حالات الغفلة والسطحية والاستسلام البريء.

إنه تعالى يريد للإنسان أن يأخذ الفكرة بوعي، وبعمق، وشمولية، وبحساسية فائقة، ولتخرج ـ من ثم ـ عن مستوى التصور، لتدخل في دائرة التصديق واليقين المستند إلى البرهان.

ولتتغلغل ـ من ثم ـ في قلب الإنسان، وتصبح فكره، وعقيدته، ووجدانه، وضميره. ويكون ذلك هو الضمانة القوية، والحصن الحصين.

 
   
 
 

موقع الميزان