صفحة : 206  

أجاب المالكي:

الأخ كريم:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

النصب بدأ كتيار من عهد معاوية فهو مؤسس النصب في الإسلام.

أما الرفض فبدأ من بعض أتباع الإمام علي فيما يبدو لكن يبدو أنه تبلور من عهد المختار الثقفي.

وإذا كان النصب هو بغض الإمام علي فقد بدأ من أفراد في عهد النبي «صلى الله عليه وآله» وكان من هؤلاء بريدة بن الحصيب فلذلك سأله النبي «صلى الله عليه وآله»: (هل تبغض عليا؟ قال: نعم، قال لا تبغضه وإن كنت تحبه فازدد له حباً) الحديث حسن وهو في فضائل الصحابة للإمام أحمد وخصائص النسائي.

لكن بريدة انتهى عنه بنهي النبي «صلى الله عليه وآله» ويبدو أن خالد بن الوليد رحمه الله كان على رأي بريدة بدليل قول بريدة (صحبت رجلاً من قريش لم أصحبه إلا على بغض علي) يقصد عندما بعثهم النبي «صلى الله عليه وآله» إلى اليمن وقد جاء التصريح بخالد في أحاديث أخرى، ونرجو أن يكون خالد قد رجع كما رجع بريدة، أو بما سمعه من فضائل علي وعمار، فقد جرت خصومة بين خالد وعمار فنهى النبي «صلى الله عليه وآله» خالداً فانتهى، فلعل الخصومة كانت بسبب حب علي وبغضه، وكان عمار من موالي بني مخزوم قوم خالد..

أما النصب ـ كأفراد أيضاً ـ فقد كان موجوداً في زمن النبي «صلى الله عليه وآله» ولذلك كان بعض الأنصار كأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله يقولون (لم نكن نعرف منافقينا معشر الأنصار إلا ببغضهم علياً) وسند الحديث صحيح وهو في الفضائل لأحمد ومستدرك الحاكم وغيرهما..

لكن الرفض كتيار يبدو أنه بدأ من عهد المختار، ويحتاج الأمر لبحث أما النصب كتيار فواضح أنه بدأ مع سب علي على المنابر وكان هذا في عهد معاوية وبعلمه وأمره.

وقد ذكر الذهبي في ترجمة معاوية في النبلاء أن أهل الشام نشأوا مع معاوية (على النصب) وهذا صريح بأن معاوية كان رأس النصب، لكن الذهبي رحمه الله خشي التصريح بهذا وإلا فالعبارة واضحة في هذا لمن تأملها بلا تعصب وقيمة هذه العبارة من الذهبي كون الذهبي يعتبر من علماء الشام الذين لحقهم اليسير من النصب، وهذا من الاجتهاد المغفور إن شاء الله.

أرى الرفض ردة فعل للنصب وليس العكس، لأن النصب هو البادئ بسب علي على المنابر وكانت للنصب دولة كاملة مستبدة فهذا يولد الضغط على الطرف المخالف حتى الغلو.

 
   
 
 

موقع الميزان