سبب مشروع (نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي) كان بسبب
التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، فقد كنا نعلم
(النصب) باسم (السنة) ربما جهلا بالنصب والسنة معاً فدفعني هذا لإعادة
قراءة الموقف السني
من
النصوص الشرعية والروايات الصحيحة فوجدت عندنا (نحن السنة) خيراً
كثيراً لكنه
مدفون بفعل
الخصومات بين السنة والشيعة وحتى لا أجاملكم أقول: إن الإنصاف للصحابة
داخل المصادر الشيعية قليل جدا قياسا بالإنصاف الموجود
داخل مدونات السنة والحديث.
وهذا لا يعني أنني
أتنصل
من (النصب المتسلل) داخل السنة فهذا موجود وقد أنكرناه
وننتظر
أن تقوم خطوات مماثلة داخل الشيعة وأظن من يقوم بهذا ستكون مهمته أصعب
من
مهمتي لأن الإنصاف قليل ـ في وجهة نظري ـ كما سبق.
والدليل على كلامي أنه لو أراد سني أن يعرف فضل أهل
البيت لوجده داخل مدونات السنة، بينما لو يحاول أن يجد فضل أبي بكر
وعمر والمهاجرين والأنصار داخل المصنفات الشيعية فهذا صعب جدا اللهم
إلا
الزيدية فالباحث يجد في كتبهم إنصافا للصحابة.
والإنصاف
هنا أو هناك لا أقصد به (عصمة الأئمة) ولا (عدالة جميع الصحابة) وإنما
الثناء على أهل الفضل والعدل دون
مغالاة، وذم المسرفين على أنفسهم دون التجاوز إلى
الفضلاء، وهذا الكلام عام أيضا قد لا يقنع سنيا ولا شيعيا لكن التفصيل
يطول.
لكن الخطأ الذي وقع فيه الشيعة الإمامية اعتبارهم السنة
طرفاً مخاصماً لأهل البيت وعلى هذا احتجوا على السنة
بالأحاديث الضعيفة والموضوعة التي رواها أهل السنة في فضل أهل البيت
وهذا لا يلزم
السنة لأن
بعضهم روى الموضوعات في فضل جميع الصحابة وكان كثير من أهل الحديث
ثواراً ضد الظلم الأموي والعباسي وكانوا تحت راية أهل البيت فلو جاء
ناصبي ليقول إن أهل
الحديث
أعداؤنا لكانت حجته هي حجة الإمامية لأن النواصب (الغلاة) لن يلتزموا
بما رواه أهل الحديث في فضل أهل البيت وذم بني أمية، وسيكون لهم
مصنفاتهم التي تنقل
الغلو في
معاوية وبني أمية ولا تنقل فضل أهل البيت المروي بالأسانيد الصحيحة من
وصف
بالسنة شيعي
أيضاً (كذا ورد في
إجابته)
لكن الذي ساعد على تمكن النصب واستيلاؤه على التسلل الواسع داخل(أدبيات
السلفية) كانت السلطتان الأموية والعباسية فقد كانوا خصوماً لآل علي.
كما أن الضغط على الطرف الشيعي شكل شبكات سرية زادت في
رواية واعتقاد الأباطيل والخرافات.
نحن في مرحلة نحتاج فيها لمراجعة الأثر السياسي
والاجتماعي والمذهبي
في ازدياد الغلو والغلاة عند الطرفين بغض النظر عن نسبة
الغلو هنا كمية وكيفاً.
|