بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
تعليقاً على جوابكم على الأخ هارون الرشيد.. أقول..
إن في إجابتك هذه مواضع كثيرة جديرة بالنظر والنقاش..
ولكنني سأعرض عنها الآن لأشير، إلى أن هذه الإجابة من
شأنها إيقاع السائلين والقراء في حيرة وضياع.. كما أنها قد تعطي
انطباعاً عنك بأنك أنت أيضاً تعاني من هذا الضياع..
فمجرد طرح احتمالات وتساؤلات، وتفريعات هذا الطرف أو
ذلك، ليخرج الجميع ـ في نهاية المطاف ـ غير خاسرين ولا رابحين، ليس
أمراً مقبولاً، ولا هو يعفي الإنسان المسلم من مسؤولية حصحصة الحق..
وأن يصدع به..
وقد أوصيت في بعض أجوبتك بهذا الأمر، فلماذا لا تجهر
هنا بما تعتقد أنه حق وصدق؟!
فإن كنت لا ترى مصلحة في ذلك، فقل لسائلك: إني لا أرى
مصلحة في التصريح..
وأما طرح الاحتمالات والأقوال، والتفريعات الكثيرة،
فذلك لا يجدي شيئاً.. وقد يكون سبباً في تشكيك الناس بعقائدهم ولا يجوز
ذلك.. إلا في صورة تقديم ما هو صحيح وصريح..
وفي غير هذه الصورة، فاللازم بيان قواعدك، ومنطلقاتك
الفكرية، القوية والحاسمة، لينظر فيها الآخرون، فإن ثبتت أمام النقد
العلمي فإنهم يؤسسون عليها، ويحلون بها مشكلاتهم، وإن لم تكن قادرة على
الصمود، فإنهم يصوبون ما يصح لهم بالدليل القاطع، وما يكون عذراً لهم
عند الله.. وإلا، فإن خلخلة عقائد الناس، وتشكيكهم، وتضييعهم
بالاحتمالات ليس بمرضي عند الله أبداً.
|