صفحة : 27-28  

الاستعراض في اللطم والتطبير

السؤال الثاني:

إنهم يحتجون بأن الذين يشاركون في مواكب التطبير واللطم إنما يفعلون ذلك للاستعراض، مع عدم التزام كثير منهم بأحكام الشريعة.

الجواب:

أولاً: إن التحريض على المنع من اللطم، ومن التطبير، بحجة أن كثيرين إنما يفعلون ذلك للاستعراض، وأن بعضهم لا يلتزم بأحكام الشريعة يختزن الدعوة للمنع من العمل بالدين، حتى الصلاة، فضلاً عن غيرها من العبادات والأحكام أيضاً، أو يهيء الأجواء لذلك؛ لأن بعض الناس يمارس الاستعراض والرياء في صلاته، أو في عبادته، أو لا يلتزم بسائر أحكام الشريعة..

ثانياً: ليس لأحد حتى ولو كان هو الفقيه أن يدَّعي أنه مطلع على نوايا الناس، عالم بدخائل نفوسهم..

كما أننا قد نجد أن بعض الناس يلتزم ببعض الأحكام، ويعصي في بعضها الآخر، فهناك من يصوم في شهر رمضان، ولكنه يترك الصلاة..

ثالثاً: لو صح أن الأمر كما يدعيه هؤلاء، فهو يفرض على هؤلاء وعلى غيرهم: أن يبذلوا المزيد من الجهد في تربية الناس، وحملهم على تصحيح نواياهم، ولا يبرر أن يطلبوا من الناس إيقاف إحياء أمرهم عليهم السلام، وتعطيل الشعائر..

رابعاً: إن على الفقيه أن يطلق الحكم، والمكلف هو الذي يمارس تطبيقه..

فالمفتي يقول: أقيموا شعائر الله، وأحيوا أمر أهل البيت عليهم السلام، بطريقة ليس فيها مهانة للدين، والمكلف هو الذي يختار أسلوب، وكيفيات التطبيق في نطاق قدراته، وثقافته، وتصوراته، وقناعاته، شرط أن لا يعتمد الوسائل المحرمة، وأن لا تكتسب الكيفية التي يختارها عناوين مبغوضة ومرفوضة..

خامساً: إذا كان هناك من يسيء الاستفادة من هذه الشعائر، فإن هناك من يحسن الاستفادة منها، فلماذا لا يبيحون، أو لا يشجعون ويؤيدون هؤلاء.. وليتخذوا بعد ذلك الموقف الذي يختارونه من الطرف الذي يتهمونه بالإساءة.. وكيف صح لهم المطالبة بإلغاء أساس الشعائر لأجل هذا المسيء، ولم يصح لهم المطالبة بالالتزام بها وتقويتها من أجل أولئك المحسنين، وما أكثرهم؟!

 

   
 
 

موقع الميزان