صفحة :   

ملاحظات عامة على الرسالتين:

وعلى كل حال.. فإننا إذا أردنا أن ندرس ما جاء في الرسالتين، فسنجد أن هناك خطابات موجهة إلى ذلك الشخص، وتمتاز بإزجاء المزيد من المدح له، والثناء عليه، ثم من التعظيم والتبجيل لشخصه.. يقابله ظهور استهانة بشأن كتاب «أهل البيت في آية التطهير» الذي يتصدى للرد عليه، وتعريضات بالإساءة لمؤلفه..

والسؤال هو:

1 ـ إذا كان هذا الأمر، لا يرضي ذلك البعض، فلماذا لم يعترض على كاتب الرسالة في ما قاله في رسالته الأولى. بحيث يمنعه عن تكرار هذا النوع من التعاطي في رسالته الثانية؟!

وإذا كان ذلك يرضيه.. فما باله كان يظهر لنا ـ آنئذٍ ـ بالغ التقدير، وفائق الاحترام والتبجيل؟!

2 ـ إن في الرسالة الثانية ثناء عظيماً، ومدحاً بالغاً لذلك البعض لإظهاره الحق، ونصرته للحقيقة في قضية علم الأنبياء بالغيب.

3 ـ قد صرحت الرسالة الثانية ـ بحسب ترتيبنا ـ بأن التساؤلات حول آية التطهير قد طرحت على ذلك البعض، وأن المتسائل قد واصل طرح ما لديه في رسالة لاحقة.. ووعد أيضاً بمواصلة ذلك في رسالة قادمة.. لكن ذلك البعض لم يتحفنا بها، ولا بالرسالة الأولى.. بل اكتفى بهاتين الرسالتين المتوسطتين بين الأولى والرابعة..

4 ـ إن هذا المتسائل يعتذر في أواخر رسالته الثانية ـ بحسب ترتيبنا ـ عن تأخره في تقديم تساؤلاته.. وذلك معناه: أنه كان مطالباً بتقديمها، وأنه قد تأخر عن الموعد المفترض، فقدم اعتذاره.

وذلك معناه: أن ذلك البعض هو الذي أغرى ذلك المتسائل بإثارة التساؤلات..

فما هذا الإغراء الذي يمارسه هذا الشخص بالتشكيك بخصوص كتاب: «أهل البيت في آية التطهير»؟!

ولماذا لا يغريه بنقض كتب الوهابية أيضاً؟! أو غيرهم ممن يهتمون بنقض عقائد الشيعة؟!

ولماذا يساعدهم في مهماتهم تلك، أو ينوب عنهم فيها؟!

5 ـ إن هاتين الرسالتين تصران على شمول آية التطهير للزوجات.. وعلى ردّ الروايات التي رواها السنة والشيعة، والقاضية باختصاصها بأصحاب الكساء..

وقد أثبتنا في كتاب «أهل البيت في آية التطهير».. بأن هذا الاختصاص هو المتعين، وأنه لا مبرر لإدخال الزوجات في مفاد الآية، وأن ذلك يستتبع العديد من المحاذير..

أما ما ذكره هذا المستدل فلم يكن ليجدي نفعاً فيما يسعى له، ويرمي إليه..

لكن ما يثير دهشتنا هو هذا الإصرار من هؤلاء، على نقض فضائل وكرامات «أهل البيت» «عليهم السلام»، وإثارة الشكوك والشبهات حتى حول أكثرها وضوحاً، وأصرحها دلالة.. فهل صحيح ما يقال: من أن وراء الأكمة ما وراءها!!!

 
   
 
 

موقع الميزان