قال: «إذن يظهر لنا من كل ما تقدم: أن كلمة «الأهل»
وكلمة «أهل البيت»
لهما نفس المعنى، ولا فرق بينهما. ويظهر لنا أن جهابذة اللغة العربية
يفهمون من كلمتي «الأهل»
و «أهل البيت»
معنى الأزواج. ولا يجدون أي حرج في إطلاق اسم «أهل بيت رسول الله «صلى
الله عليه وآله»» على زوجاته. بل ويقدمون زوجاته «صلى الله عليه وآله»
على غيرهم».
ونقول:
إن ما قدمه هذا المستدل:
لا يدل على وحدة المعنى للكلمتين، ولا على عدم الفرق بينهما. ولم يثبت
أن كلمة «الأهل»
في اللغة تطلق على الزوجة إلا على سبيل المجاز، بخلاف كلمة «أهل
البيت»
إذا أريد به بيت السكنى..
ولو سلمنا فهم جهابذة اللغة لمعنى الأزواج فإنما هو من
كلمة «الأهل»
فقط.
وأما كلمة «أهل
البيت»
فقد أخذوا معناها ـ فيما يظهر ـ من منقولات المفسرين. ومن العلماء الذي
يرغبون مذهبياً في شمول الآية للأزواج ـ وليس نقلاً عن أهل اللسان، ولا
أقل من أننا نحتمل ذلك. فتسقط أقوالهم عن صلاحية الاحتجاج بها.
والحاصل:
أنهم إنما ينقلون لنا مصطلح المتشرعة وفق ما ظهر لهم من ناحية دينية،
لا من ناحية لغوية. ولا حجية في قولهم هذا.
ونحن قد ذكرنا شواهد من الآية، بالإضافة إلى نصوص من
حديث الكساء، وما نقل عن أحمد، وحديث أنس، وما يفهم من كلام ابن منظور،
تدل على وجود شك كبير في صحة إطلاق كلمة «أهل
البيت»
على الزوجات في خصوص آية التطهير، بل بعضها يدل على عدم صحة إرادتهن
فيها أصلاً...
وأما إطلاقها مجازاً عليهن، بمساعدة القرائن، فلا مانع
منه، لكن القرائن في الآية الكريمة ليس فقط مفقودة، وإنما هناك قرائن
على خلافها، حسبما أوضحناه في الكتاب..
|