قال:
«كل زوجة من زوجات الرسول لها بيت خاص بها. وعلي وفاطمة والحسنان
«عليهم السلام» لهم بيت خاص بهم. ورسول الله «صلى الله عليه وآله»، كان
يقضي يوماً وليلة في بيت كل زوجة من زوجاته، ولم يكن له بيت خاص به
وحده. وكل من يسكن في هذه البيوت يسمون جميعاً أهل رسول الله، أو أهل
بيته «عليه وعليهم الصلاة والسلام».
وليس من الضروري أن يكونوا ساكنين في بيت واحد. ومن
المعروف أن بيوت زوجات النبي هي بيوت النبي، وهو أسكن زوجاته فيها. فهي
ليست بيوت النساء حقيقة والنبي يعيش فيها معهن».
ونقول:
أولاً:
قوله: «كل من يسكن في هذه البيوت يسمون جميعاً أهل رسول الله أو أهل
بيته». غير مقبول.. وهو موضع النقاش. فلا معنى للاستدلال به.
وقد ذكرنا دلالات عديدة توجب ليس فقط الترديد، بل هي
توجب الجزم بعدم كون الزوجات من أهل بيته «صلى الله عليه وآله». وإن
كنّ من أهله، فلا معنى لإطلاق الكلام بصورة عفوية وادعائية لا يكون
دليلاً علمياً، بل هو ادعاء مقابل الدليل.
ثانياً:
لعل هذا المستدل لم يلتفت إلى مرادنا، فإننا نقصد:
أن عبارة «أهل
البيت»
هنا، والتي وردت فيها كلمة البيت محلاة بالألف واللام. يقصد بها هنا
أشخاص بأعيانهم. وهي اصطلاح قرآني نبوي خاص. ولا يقصد بالبيت فيها بيوت
السكنى المنسوبة في هذه الآيات للأزواج ليقال: كل من يسكن في هذه
البيوت فهو من «أهل البيت»..
وثالثاً:
لماذا اختصت هذه البيوت المتفرقة بهذا الأمر، مع العلم بأن علياًً
والحسنين وفاطمة «عليهم السلام»، لهم بيت خاص بهم، فلماذا شملتهم
الآية، ولم تشمل عثمان وزوجته، ولا العباس، ولا غيرهما؟! فإنهم أيضاً
لهم بيوت يمكن إضافتها إلى بيوت الزوجات وبيت علي «عليه السلام»، إن
كان المعيار هو البيوت، لاسيما إذا لم يكن من الضروري أن يكونوا ساكنين
في بيت واحد، كما ذكره المستدل؟!
وكلهم أيضاً لهم قرابة برسول الله «صلى الله عليه
وآله»، على حد قرابة علي وفاطمة «عليهما السلام»، أو أقرب ـ كما يدعون
ـ إن كان المعيار هو القرابة..
ورابعاً:
بالنسبة لقوله الأخير: بيوت زوجات النبي هي بيوت النبي، وهو أسكن
زوجاته فيها.. نقول:
هذا صحيح، لكن ذلك، أعني إسكان النبي «صلى الله عليه
وآله»، لهن وسكناه معهن، لا يجدي في جعل الزوجات من «أهل
البيت»،
حسبما أشرنا إليه. ولا يجعلهن داخلات في هذا العنوان، إذا كان عنواناً
خاصاً بجماعة بأعيانهم وأشخاصهم، لاختصاصهم بحيثية وخصوصية أوجبت
اختصاص العنوان بهم.
فقوله:
«إن قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْنَ
مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ﴾
دليل على ذلك».. لا يصلح دليلاً. كما هو واضح..
|