بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا
محمد وآله الطاهرين، واللعنة على أعدائهم أجمعين، إلى قيام يوم الدّين.
وبعد..
فقد سنحت لي الفرصة للبحث حول أمرين يرتبطان بالشريف
الرضي رحمه الله تعالى..
قد
يرى البعض:
أنه يمكن تأجيل البحث في موضوعات كهذه إلى فرصة أخرى.. بل لا ضرورة
للاشتغال في بحث أمور ترتبط بالأشخاص، والأفراد، من أجل توفير الفرصة
الى ما هو أهم وأولى..
ولكننا نرى:
أن هذا الرأي لا يملك ما يكفي لتوفير الحد الأدنى من الإقناع لدى
العلماء والباحثين، الذين
يرون كيف تمتد الأيدي المشبوهة لتتلاعب ولتشوه الحقائق ولطمس معالم
الشخصية الفكرية والقيادية للكثيرين،
من الذين يتحول الارتباط بهم من حالة فكرية
إلى
حالة تنطلق من أعماق الوجدان، وتغذوها العاطفة..
فتشويه المعالم الحية والنبيلة في الشخصية الفكرية
القيادية وزعزعة، ثم تدمير العلاقة الروحية والفكرية، والعاطفية بين
تلك الشخصية وبين الآخرين ينشأ عنه:
أن يصبح التعامل لهؤلاء مع تلك الشخصية جافاً وجامداً،
ورياضياً
أكثر
مما هو تعامل يزخر بالمعاني السامية، وتحركه حرارة العاطفة، وتهيمن
عليه روح الحب، والود والصفاء..
وإذن..
فلا يكون البحث عن أحوال واتجاهات وسلوك بعض الشخصيات،
التي تسمو
إلى
مستوى القدوة والأسوة ـ لا يكون ـ ترفاً فكرياً يراد منه
إشباع
غريزة حب الاستطلاع،
ولا أثر له على الصعيد الفكري والعقيدي، والسلوكي.
وإنما
يكون خطوة
جادة
وأساسية على طريق تركيز الربط والعلاقة الروحية
والفكرية على
أسس
صحيحة، قوية، وثابتة بين التابعين والسابقين من
أجل
تجسيد المثل الأعلى، وتوضيح معالم الشخصية التي تسمو حتى تصل
إلى
مستوى القدوة والأسوة..
ومن هذا المنطلق بالذات كانت دراستنا لبعض ما يرتبط
بشخصية الشريف الرضي رحمه الله.. وتوضيح صحة أو زيف بعض ما ينسب إليه
رضوان الله تعالى عليه.. على أمل أن يفيد ذلك في خدمة الدين والحق..
والله هو الموفق، وهو الهادي إلى سواء السبيل..
جعفر مرتضى العاملي
قم المقدسة |