الآية السادسة:
وقد فهم بعض العلماء والمفسرين، وكذلك روي عن بعض
السلف، وعن أبي جعفر «عليه السلام»: أن قوله تعالى:
﴿لَا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ
بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا
عَلِيمًا﴾([1])
يدل على ذلك أيضاً.
قال القرطبي: «..والذي يقتضيه ظاهر الآية: أن للمظلوم
أن ينتصر من ظالمه، ولكن مع اقتصاد، إن كان مؤمناً، كما قال الحسن،
فأما أن يقابل القذف بالقذف، فلا..»([2]).
ونقل عن ابن عباس والسدي: «لا بأس لمن ظلم أن ينتصر ممن
ظلمه بمثل ظلمه، ويجهر له بالسوء من القول..»
([3]).
وعن علي بن إبراهيم: «أي لا يحب أن يجهر الرجل بالظلم
والسوء، ويظلم، إلا من ظلم، فقد أطلق له أن يعارضه بالظلم»([4]).
وعن السدي: «أن الله لا يحب الجهر بالسوء من القول من
أحد، من الخلق، ولكن يقول: من ظلم فانتصر بمثل ما ظلم، فليس عليه جناح»([5]).
وقال الطبرسي: «.. لا يحب الله الشتم في الانتصار، إلا
من ظلم، فلا بأس له أن ينتصر ممن ظلمه، مما يجوز الانتصار به في الدين.
عن الحسن، والسدي، وهو المروي عن أبي جعفر..»
([6]).
كانت تلك طائفة من الآيات التي قرر العلماء دلالتها على
مبدأ المقابلة بالمثل، ونرى أنها كافية في هذا المجال.. فلا حاجة إلى
التتبع والاستقصاء أزيد من ذلك..
([1])
الآية 148 من سورة النساء.
([2])
الجامع لأحكام القرآن ج6 ص2.
([3])
الجامع لأحكام القرآن ج6 ص1.
([4])
تفسير القمي ج1 ص157 وعنه في تفسير البرهان ج1 ص425 وفي نور
الثقلين ج1 ص470.
([5])
الدر المنثور ج2 ص237 وجامع البيان ج6 ص3.
([6])
مجمع البيان ج3 ص131 وعنه في: الميزان ج5 ص124 وفي تفسير
البرهان ج1 ص425 وفي نور الثقلين ج1 ص470.
|