خلاصة أخيرة

   

صفحة :   

خلاصة أخيرة:

وفي محاولة لإجمال ما تقدم نقول:

قد عرفنا مما سبق:

أن الدفاع عن النفس، واجب بحكم العقل والشرع..

وأن حفظ الإسلام والمسلمين، واجب عقلاً وشرعاً، وأنه يجب دفع كل خطر أو ضرر أساسي يتعرضان له..

وأن ردع الباغي، والمحارب، وحفظ الإسلام والمسلمين، قد يتوقف على المقابلة بالمثل، وعلى ضرب البلاد التي تقع تحت سيطرة ذلك العدو، بما يعم إتلافه.

وأنه قد يكون في تلك البلاد ناس من أسرى المسلمين والتجار، وغيرهم، فقد يلحق بهم شيء من الضرر.

وأن ذلك ليس قطيعاً في أحيان كثيرة، ولكنه محتمل أو مظنون..

وأن التحذير والإنذار يمكّنهم من التحرز من هذا الضرر المحتمل..

وأنه إذا منعهم العدو من التحرز، وأقامهم كرهاً، فهو من قبيل التترس بهم الذي علم حكمه مما تقدم..

وأنه قد دلت الآيات والروايات، وكذلك حكم العقل على مبدأ المقابلة بالمثل، ولاسيما إذا توقف النصر، أو ردع المعتدي على ذلك، وحيث لا يكون في ذلك ارتكاب لحرام حرمة مطلقة..

وأنه كما يجوز ضرب المعتدي، كذلك يجوز ضرب كل من يؤيده تأييداً عملياً، ويشد من أزره، ويقف إلى جانبه.

فيتضح من كل ما تقدم: أن مبدأ المقابلة بالمثل مقبول عقلاً وشرعاً، وهو حق مسلم، لا مرية فيه، ولا شبهة تعتريه..

وللمسلم الذي يدافع عن نفسه، وعن دينه: أن يمارس هذا الحق، ويستفيد منه، كلما دعت الضرورة إلى ذلك..

والحمد لله أولاً وأخيراً.. وظاهراً وباطناً..

وآخر دعوانا: أن الحمد لله رب العالمين.

والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

ليلة الجمعة 29 / 2 / 1408 ـ ق.

جعفر مرتضى العاملي

 

   
 
 

موقع الميزان