ردود الفعل على الكتاب في اتجاهين

   

صفحة :   

ردود الفعل على الكتاب في اتجاهين:

وأما عن ردود الفعل على الكتاب من قبل من يعنيهم أمره، فقد اختلفت وتنوعت في مظاهرها، ولكنها في جوهرها كانت تصب في اتجاهين:

الأول: إتجاه لم يزل يعتبر كتاب «مأساة الزهراء «عليه السلام».. شبهات وردود» إنجازا هاما في مجال التحقيق العلمي والموضوعي، حيث تكفل بتقديم إجابات منطقية، صحيحة وقاطعة للعذر، تسد الطريق على الشبهات المطروحة، وعلى رأس هؤلاء المراجع العظام في النجف الأشرف، وفي قم المشرفة في ايران الإسلام أعزها الله.

وقد وصلتنا رسائل خطية، وتصريحات شفهية بهذا المعنى من عدد منهم أدام الله وجودهم حماة وذادة عن هذا الدين.

هذا بالإضافة إلى رسائل وتصريحات أخرى في نفس الإتجاه أيضاً من علماء أفذاذ، أثروا العالم الإسلامي بمؤلفاتهم القيمة، ولهم شهرتهم العلمية الكبيرة.

ولا نبالغ إذا قلنا: إننا لا نعرف أحدا من العلماء الأبرار الكبار، ممن يحمل اسم عالم بحق وصدق، قد اطلع على الكتاب أو ذكر في محضره إلا وأثنى عليه ثناء عاطرا وجميلا!.

كما لا يخفى على كثيرين الصدى الطيب الذي تركه هذا الكتاب في أوساط الشباب المؤمن والمثقف، حيث فوجئ الكثيرون منهم، حين لمسوا كيف يتم تمرير هذه الطروحات من خلال المنابر والكتب وغيرها، وطرحها مع غيرها من المقولات بهذه الغزارة، وبهذا الإصرار، حتى أنك لتجد الفكرة الواحدة في عشرة كتب، وربما أكثر، أو أقل. وكان الذي فاجأهم أكثر هو أن تثار هذه القضايا من ـ قبل ذلك البعض ـ في ظل هذه الظروف الصعبة والقاسية في تاريخ صراع أمتنا ضد العدو الاسرائيلي، وكل قوى الاستكبار العالمي.

الثاني: ردة فعل الجهة المعنية التي ترى نفسها متضررة من هذا الكتاب، والتي كانت السبب في الكتاب من الأساس، من حيث أن أحد رموزها هو الذي أثار الشبهات التي تنوعت في مظاهرها وأشكالها فانبروا للدفاع عنه (على قاعدة وجوب شكر المنعم).

وهذه الردود كانت كلها تصب في إتجاه واحد، وهو الإدانة والرفض والمواجهة الكاسرة إلى درجة أصبحنا لا ندري إن كان ثمة حدود شرعية أو أخلاقية يجدر بهم التقيد بها، والانتهاء إليها، ولو ظاهريا؟ أم أن المحرمات قد سقطت، وأصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا راجحا بل بل واجبا، إذا كان يسهم في حفظ الكيان، أو الشخص، أو الجهة؟! وذلك على القاعدة التي هي على خلاف قواعدنا الإسلامية، والتي أطلقها ميكا فيللي من قبل: «إن الغاية تبرر الواسطة» أو الوسيلة، هذه القاعدة التي طورها البعض إلى درجة أنها أصبحت ليس فقط تبرر، وإنما تنظف الواسطة ربما على «طريقة التصويب» الباطل عند الشيعة الإمامية، زادهم الله عزا وسؤددا وشرفا.

 
   
 
 

موقع الميزان