السباب والشتائم:
ومن الأمور التي أخذت على الكتاب وخصوصا التمهيد منه:
أنه ـ كما يدعون ـ يشتمل على شتائم وتهجمات شخصية على البعض:
ونقول:
1 ـ
إننا لا نجد لهذا القول مبررا معقولا أو مقبولا، فالتمهيد إنما عالج
مقولات أطلقها البعض في سياق استدلالاته ـ على القضية التي هي موضوع
كتاب «مأساة الزهراء «عليه السلام»..
شبهات وردود»
ـ لتكون جزءا منها تارة ولتخلق حالة من الحصانة والقوة
والثبات لتلك الأدلة في أذهان الناس العاديين تارة أخرى.
وعلى سبيل المثال نقول: لماذا يقال للناس العاديين: أنه
أنما يطرح تساؤلات حول الزهراء، أو أن انتقاد مقولاته حول الزهراء
يعتبر تشهيرا به، أو أن كلامه في هذا الأمر اجتهاد؟!
بل هو يقول:
«ناقشت
كل العلماء في إيران وغيرها الخ..»
أليس قوله هذا لأجل خلق حالة من الإذعان والانبهار
بالأمر لدى الناس العاديين، حتى يتم اعتباره في أذهانهم في عداد الأمور
المحققة اليقينية؟
ولعل من لم يكن يتابع ما يصدر عن البعض من تصريحات
مذاعة أو مكتوبة حول موضوع الكتاب وغيرها من الموضوعات الهامة والتي
طرحت أخيرا ـ لعله ـ يعذر في تصوره أن في التمهيد بعض القسوة.
لكن من واكب، وسمع، وقرأ، وعرف وشاهد، فمن الصعب أن تجد
له عذرا في إطلاق دعوى غرابة ما في تمهيد الكتاب عن الموضوعات المطروحة
فيه، لأنه سيجد ما يرتفع به استغرابه واستهجانه في نفس كلمات ذلك البعض
في موضوع الزهراء بالذات فضلا عن غيره من المواضيع الحساسة.
2 ـ
وعدا عن ذلك كله، فهل يستطيع أحد أن يقدم لنا مفردة يصح أن يطلق عليها:
أنه سباب أو شتائم؟!. أو حتى ما هو أقل من ذلك بكثير؟!
3 ـ
ولا أدري، ما ذا سيكون موقف هؤلاء الناس ممن يدأب على إظهار نفسه بأنه
لا يريد أن يجيب أحدا، من موقع التسامح والترفع عن الدخول في هذه
الأمور، فإنه مشغول بما هو أهم ونفعه أعم؟!
ثم يواصل وصف الآخرين، وكل من يعترض عليه من العلماء
حتى مراجع الدين بأوصاف لعل أهونها: التخلف في الذهنية، والعقد
النفسية، والتحرك من منطلق الغرائز، وعدم التثبت، ثم يصف بعض العلماء ـ
الذين لا يقبلون بمقولاته ـ عبر الإذاعة: أنه لا يملك إلا أن يقول عنهم
أنهم بلا دين، هذا فضلا عن اتهامات خطيرة جدا لم يزل يرددها ويشيعها في
كل اتجاه..
ونحن نفضل أن لا نثقف أحدا بهذه المفردات، فإننا نربأ
بالناس عن تعلمها فضلا عن استعمالها.
أما ردود الفعل المكتوبة، التي يسخر كل ما لديه من
إمكانات لترويجها ونشرها رغم ما اشتملت عليه من زخرف القول، ومن أضاليل
وأباطيل، وحتى أكاذيب، فضلا عن التحريف أو التزوير المتعمد. واشتمالها
على أفانين من الشتائم فقد غدت أوضح من الشمس، وأبين من الأمس، وقد
أشرنا إليها في هذه المقدمة في الموضع المناسب.
|