أسلوب خبيث.. ولا مانع من استخدامه!!:
ومن الأمور المطروحة للتداول، بهدف صرف الأنظار عن الرد
العلمي على مقولات البعض، قولهم: إن الأمر لا يعدو كونه مجرد إثارة
تساؤلات منهجية وعلمية حول مظلومية الزهراء «عليها السلام»، وغيرها من
موضوعات عقيدية، وتاريخية، وقرآنية، وما إلى ذلك..
وقد أشرنا إلى أن ذلك لا يقبل من عالم يفترض فيه أن
يكون هو المجيب على تساؤلات الناس، ولا سيما العوام منهم.
وقلنا أيضاً:
إن من يثير تساؤلات وحسب، فلماذا يرفقها بالشواهد والأدلة على النفي؟!.
فإذا فعل ذلك، فلن يعود المجال مفتوحا إلا لعده في جملة من يلتزمون
بالنفي، ويتسترون خلف واجهة إثارة التساؤلات.
ولا ندري إن كان هذا البعض يثير تساؤلاته، بصورة جدية،
وحقيقية؟ أم أنه يعتبرنا في جملة أهل الضلال، ومن خصومه في العقيدة،
فيجيز لنفسه استعمال أسلوب ـ وصفه هو نفسه بأنه ماكر وخبيث ـ جوز
استعماله مع الأعداء وأهل الضلال.. فهل يريد استعمال نفس هذا الأسلوب
معنا؟! وكأننا في جملة أولئك الأعداء الضالين بنظره؟!.
فإن كان الجواب هو الأول، فتلك مصيبة، وإن كان الجواب
هو الثاني فالمصيبة أعظم، وأمر، وأدهى. فلنستمع إليه، وهو يتحدث عن قصة
صالح وثمود فكان مما استفاده منها ما يلي:
«محاولة
المستكبرين إثارة طلب شك المستضعفين بالرسالة، من خلال طرح سؤال ساذج،
ظاهره طلب الحقيقة، وباطنه إرادة التضليل، للإيحاء إليهم بأن عليهم
إعادة النظر في قناعاتهم، على أساس أن القضية تشمل الأخذ والرد، ولا
ترقى إلى مستوى الوضوح الكامل ليكتشفوا أنها لا تمثل الحقيقة اليقينية.
ولكن المستضعفين وقفوا بقوة لتأكيد إيمانهم بأسلوب قوي جعل أولئك
يكتشفون هويتهم بالكفر والعناد والتحدي العنيف».
ثم إنه بعد أن وصف هذا الأسلوب بأنه ماكر وخبيث قال:
«إنه
من أساليب الكفر والضلال عندما يتحدثون إلينا بطريقة التحبب والتودد،
وكأنهم يقولون لنا: هل أنتم جادون أم مازحون في إعلانكم الاعتقاد بما
تعتقدون به، أو بما تثيرونه من قضايا؟ ويضيفون بعد ذلك: إننا لا نعتقد
هذا، لأنكم ـ حسب رأينا ـ في مستوى من الوعي والعلم، يجعلكم في موضع
ثقافي يرفض تقبل هذا، فكيف بالإيمان به؟!
إنه الأسلوب الخبيث الذي يحاول أن يجعل من قضية الإيمان
والعقيدة، قضية تسئ إلى كرامة الإنسان، لامتهانها قدراته العقلية
والفكرية».
إلى أن قال:
«ولا
نمانع من استخدام هذا الأسلوب مع الكثير من المضللين من خصومنا في
العقيدة، لأنه ينسجم مع واقع الأمور إذا مارسناه الخ..»([1]).
([1])
الحوار في القرآن: ص252 و 253.
|