هل هذا هو المنهج الجواهري؟!

   

صفحة :   

هل هذا هو المنهج الجواهري؟!:

وأما بالنسبة للمنهج الاستنباطي فرغم أننا نجد البعض يقول: إنه يلتزم بالمنهج الجواهري في الاستنباط([1]).

نجده أيضاً يلتزم في طريق الاستنباط منهجا لا يتفق مع المنهج الجواهري لا من قريب ولا من بعيد..

ونذكر للقارئ الكريم بعض الأمثلة لذلك، فهو:

1 ـ يعتبر بناء العقلاء وسيرة العقلاء يشرعان للإنسان المسلم أحكامه!!! وإن كانا قد يطلان على جانب من جوانب السنة، التي هي قول المعصوم، وفعله، وتقريره([2]).

2 ـ يعتبر أن كل ما جاءنا من تراث فقهي باستثناء البديهيات ـ وما أقلها ـ هو نتاج الفقهاء، فكله فكر بشري، غير إلهي([3]).

3 ـ يعتبر أن القرآن هو الذي يوسع الحديث أو يضيقه، أما الحديث فلا يستطيع تضييق المفهوم القرآني([4]).

4 ـ ثم هو يعتبر العام والخاص متعارضين إذا كانا متباعدين زماناً([5])، ولا بد أن يلحق بهما المطلق والمقيد، لنفس العلة التي ذكرها.

5 ـ ثم هو يقول: إن العقل يكشف عن ملاكات الأحكام([6]).

6 ـ وهو أيضاً يستوحي المعنى القرآني كما كان الأئمة يستوحونه ([7]).

7 ـ كما أنه لا مانع عنده من العمل بالقياس وغيره من الطرق الظنية في أي مورد لا يجد في الكتاب وفي الحديث ما يفيد في إنتاج الحكم الشرعي([8]) رغم نهي الأئمة عن القياس، ورفضهم له أي أنه يخص العمل بالقياس وغيره من الطرق الظنية بصورة الإنسداد الكبير لباب العلم، بل هو يعمه ليشمل حتى الإنسداد الصغير ولو في حكم شرعي في مورد خاص جدا.

8 ـ وهو يوثق الحديث الذي ينقل اتفاق العلماء على ضعفه بدعوى أنه لا داعي للكذب فيه.

9 ـ ثم هو لنفس السبب يصحح العمل بروايات العامة([9]).

10 ـ كما وأن اللغة عنده تتطور، فلا بد من فهم القرآن والحديث على أساس المعنى الجديد الذي لم يكن متداولا، ولا كان اللفظ يدل عليه في عهد صدور النص([10]).

11 ـ ثم إن بعض التشريعات عنده لا بد من إعادة النظر فيها لكونها تؤدي إلى الشلل والجمود([11]).

12 ـ ويعتبر أن قاعدة المصالح المرسلة التي يستند إليها أهل السنة هي نفس قاعدة التزاحم في مدرسة أهل البيت، وشتان ما بينهما([12]).

13 ـ ثم الاحتياط الوجوبي عنده بحرمة شيء يعتبر ميلا إلى القول بالحلية، فيعد من يقول بالاحتياط الوجوبي بعدم حلق اللحية مثلا في جملة من يميلون إلى القول بحلية حلقها، مع أن معنى الاحتياط هو أن الفقيه لا يملك دليلا على المنع، وكأنه يقول: أنا لا فتوى لدي، فارجعوا إلى غيري، أو احتاطوا في مقام العمل، لتحرزوا براءة ذمتكم.


 

([1]) المرشد: العددان 3 و 4 ص244 من محاضرة ألقيت في المعهد الشرعي في بئر حسن بتاريخ 18/ 1/ 1995م.

([2]) المرشد: العددان 3 و 4 ص244 من محاضرة ألقيت في المعهد الشرعي في بئر حسن بتاريخ 18/ 1/ 1995م.

([3]) حوارات في الفكر والسياسة والإجتماع ص480.

([4]) المرشد: العددان 3 و 4 ص267 و 247.

([5]) المرشد: العددان 3 و 4 ص267 و 247.

([6]) المرشد: العددان 3 و 4 ص245.

([7]) الإنسان والحياة: ص310.

([8]) تأملات في آفاق الإمام الكاظم «عليه السلام»: ص40 ـ 44.

([9]) كتاب النكاح: ج1 ص58.

([10]) راجع: قراءة جديدة لفقه المرأة: ص19 ـ 20.

([11]) تأملات في أفاق الإمام الكاظم «عليه السلام»: ص47.

([12]) الإنسان والحياة: ص169.

 
   
 
 

موقع الميزان