خلفيات صرحت بها الكلمات

   

صفحة :   

خلفيات صرحت بها الكلمات:

وقضية الزهراء أيضاً، وما جرى عليها بعد رسول الله  «صلى الله عليه وآله» سيكون حدثا تاريخيا مفيدا جدا من حيث دلالاته الالتزامية، إذ فرق بين أن يقال لك: إن الذين اغتصبوا الخلافة قد ضربوا الزهراء «عليها السلام» فور وفاة أبيها إلى درجة أنهم أسقطوا جنينها، وكسروا ضلعها الشريف، إلى غير ذلك مما هو معروف، وبين أن يقال لك كما يقول البعض: إنهم ما زادوا على التهديد بإحراق بيتها.

ثم يقال لك: إنهم كانوا يحترمونها، ويجلونها، أو على الأقل يخشون من الإساءة إليها بسبب موقعها واحترام الناس لها، الأمر الذي يعني إن تهديدهم لها صوري لا حقيقة له، ثم يتسع المجال لمن يريد أن يقول لك بعدها: إنهم في أمر الخلافة، قد اجتهدوا فأخطأوا.

ثم هو يقول لك مرة أخرى، لكي يمهد لإقناعك بأنهم مأجورون على غصب الخلافة:

«إن النبي «صلى الله عليه وآله» نص على علي «عليه السلام»، لكن الصحابة قد فهموا ذلك بطريقة أخرى».

أي أن القضية لم تكن عدوانا، ولا هي غصب حق معلوم، وإنما كانت مجرد سوء فهم لكلام الرسول  «صلى الله عليه وآله»، ولم يكن سوء الفهم هذا منحصرا بالمعتدين، والغاصبين، بل الصحابة كلهم قد فهموا نفس ما فهمه الغاصبون حيث يقال لك في مورد آخر: إن النبي  «صلى الله عليه وآله» قد نص على علي «عليه السلام» يوم الغدير، لكن طبيعة الكلام الذي قاله النبي تجعل الناس في شك.

إذن، هم يريدون منك أن تقول «ألف» لكي تقول «باء»، ثم ينتزعون منك «التاء» وهكذا إلى «الياء»..

 
   
 
 

موقع الميزان