تمحلات غير ناجحة

   

صفحة :   

تمحلات غير ناجحة:

والغريب في الأمر هنا: أننا نجد البعض يحاول التخلص والتنصل من حقيقة هجران الزهراء «عليها السلام» لمن ظلمها إلى أن ماتت، بإطلاق القول:

إن معنى أن فاطمة «عليها السلام» هجرت أبا بكر، فلم تكلمه إلى أن ماتت: «أنها لم تكلمه في هذا الأمر (أي المال)، أي لم تطلب حاجة ولا اضطرت إلى لقائه، ولم ينقل قط أنهما التقيا، فلم تسلم عليه ولا كلمته» حيث تشاغلت بمرضها وغير ذلك (2).

ثم هم يقررون: إن الزهراء أتقى لله من أن يصدر منها ذلك وأورع (3).

ــــــــــــــــــــ

(1) ضياء العالمين (مخطوط) ج2 ق 3 ص95، والهداية الكبرى: ص179.

(2) شرح بهجة المحافل: ج1 ص131 عن الذهبي، وفتح الباري: ج6 ص139، والسيرة الحلبية: ج3 ص361.

(3) فتح الباري: ج6 ص139. (*)


/ صفحة 252 /

ونقول:

إن نفس أولئك الذين يقولون ذلك قد ذكروا: أنها «عليها السلام» قد التقت بالشيخين، حينما جاءاها لاسترضائها، حينما مرضت، فكلمتهما ورضيت عنهما، حسب زعمهم(1).

كما أن الشاشي قد رد على ذلك بأن قولهم: «غضبت» يدل على أنها «عليه السلام» قد امتنعت عن الكلام جملة، وهذا صريح الهجر(2).

 
   
 
 

موقع الميزان