هل عرف قبر الزهراء
:
ويلاحظ:
أن الأئمة «عليهم السلام» لم يتصدوا لتعريف شيعتهم موضع قبرها «عليها
السلام»، كما كان الحال بالنسبة لأمير المؤمنين الذي أظهر الإمام
الصادق قبره كما هو معلوم، وكذا الحال بالنسبة لسائر الأئمة حيث عرفوا
شيعتهم بمواضع قبورهم، باستثناء الزهراء «عليها السلام»، بل إن شيعة
أهل البيت أيضاً، الذين حضروا تشييع الجنازة والدفن، مثل عمار وأبي ذر،
وسلمان، والعباس، وعقيل، وغيرهم لم يدلوا أحدا على قبرها، وفاء لها،
وحبا بها، وهذا ابن أبي قريعة المتوفى سنة 367 هـ يقول:
ولأي حال لحدت بالليل فاطمة
الشريفة
ولما حمت شيخيكم عن وطئ حجرتها
المنيفة
ــــــــــــــــــــ
(1)
تاريخ الإسلام للذهبي: (عهد الخلفاء الراشدين) ص47 وفتح الباري ج6
ص139.
(2)
فتح الباري ج6 ص139. (*)
/ صفحة 253 /
أوه لبنت محمد ماتت
بغصتها أسيفة(1)
وقال السيد محسّن الأمين رحمه الله:
ولأي حال في الدجي دفنت ولأي حال ألحدت
سرا
دفنت ولم يحضر جنازتها أحد ولا
عرفوا لها قبرا (2)
ومما تقدم تعرف أن دعوى هذا البعض: أن قبر الزهراء
«عليها السلام» قد عرف الآن، هي دعوى لا وجه لها، ويا ليته يدلنا على
هذا القبر الذي عرف الآن، ويبين لنا ما استند إليه من أدلة قطعت له كل
عذر، ودحضت كل شبهة، وسوف نكون له من الشاكرين.
ونحن على يقين من أنه غير قادر على ذلك.
|