1 ـ لا تروه عني:
يقول ابن أبي الحديد المعتزلي: إنه قرأ على شيخه أبي
جعفر النقيب قصة زينب حين روعها هبار بن الأسود، فقال له أبو جعفر:
«إن كان رسول الله «صلى الله عليه وآله» أباح دم هبار،
لأنه روع زينب، فألقت ذا بطنها، فظاهر الحال أنه لو كان حيا لأباح دم
من روع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها.
فقلت: أروي عنك ما يقوله قوم: إن فاطمة روعت، فألقت
المحسّن؟!
فقال: لا تروه عني، ولا ترو عني بطلانه، فإني متوقف في
هذا الموضع، لتعارض الأخبار عندي فيه(1)».
ــــــــــــــــــــ
(1)
شرح نهج البلاغة للمعتزلي الشافعي: ج14 ص193، والبحار: ج28 ص323،
وإثبات الهداة: ج2 ص360 و 337 / 338. (*)
/ صفحة 310 /
فأبو جعفر النقيب يتراجع عن موقفه بسرعة عند توجيه
المعتزلي هذا السؤال الحساس إليه، رغم أنه كان قد أطلق حكمه بصورة
قاطعة في أول الأمر. ولعل سبب تراجعه أنه رأى أن شيوع هذا الأمر عنه
سوف يتسبب له بمشاكل هو في غني عنها.
|