2 ـ أنا لا أقول، بل علي !

   

صفحة :   

2 ـ أنا لا أقول، بل علي !:

ويشبه هذه الحادثة، ما ذكروه في مورد آخر يتميز بحساسيته وخطورته أيضاً، من أن شيخا آخر للمعتزلي قد تراجع بنفس هذه الطريقة، ومع المعتزلي نفسه أيضاً، لكي ينأى بنفسه عن مواجهة مشاكل لا يريد أن يواجهها.

فقد ذكر المعتزلي الشافعي: أن أستاذه ذكر له قول علي «عليه السلام»: أن عائشة هي التي أمرت أباها بالصلاة بالناس في مرض النبي  «صلى الله عليه وآله» الذي توفي فيه، قال: «فقلت له رحمه الله: أفتقول أنت: أن عائشة عينت أباها للصلاة، ورسول الله  «صلى الله عليه وآله» لم يعينه؟!

فقال: أما أنا فلا أقول ذلك، ولكن علياً «عليه السلام» كان يقوله، وتكليفي غير تكليفه، كان حاضرا ولم أكن حاضرا، فأنا محجوج بالأخبار التي اتصلت بي، وهي تتضمن تعيين النبي  «صلى الله عليه وآله» لأبي بكر في الصلاة، وهو محجوج بما كان قد علمه الخ..»(1).

ــــــــــــــــــــ

(1) شرح النهج للمعتزلي: ج9 ص198. (*)


/ صفحة 311 /

 
   
 
 

موقع الميزان