النهي عن النوح بالباطل لا عن البكاء

   

صفحة :   

النهي عن النوح بالباطل لا عن البكاء:

قال ابن إسحاق في غزوة أحد: ومر رسول الله  «صلى الله عليه وآله» ـ حين رجع إلى المدينة ـ بدور من الأنصار، فسمع بكاء النوائح على قتلاهم، فذرفت عينا رسول الله  «صلى الله عليه وآله» ثم قال: لكن حمزة لا بواكي له.

فأمر سعد بن معاذ، ويقال: وأسيد بن حضير نساء بني عبد الأشهل: أن يذهبن ويبكين حمزة أولا، ثم يبكين قتلاهن.

فلما سمع  «صلى الله عليه وآله» بكاءهن، وهن على باب مسجده أمرهن بالرجوع، ونهى  «صلى الله عليه وآله» حينئذ عن النوح، فبكرت إليه نساء الأنصار، وقلن: بلغنا يا رسول الله، أنك نهيت عن النوح، وإنما هو شيء نندب


/ صفحة 344 /

به موتانا، ونجد بعض الراحة، فأذن لنا فيه.

فقال: إن فعلتن فلا تلطمن، ولا تخمشن، ولا تحلقن شعرا، ولا تشققن جيبا(1). قالت أم سعد بن معاذ: فما بكت منا امرأة قط إلا بدأت بحمزة إلى يومنا هذا.

وفي نص آخر: إن النساء بكين حين وفاة رقية، فجعل عمر يضربهن بسوطه، فأخذ  «صلى الله عليه وآله» بيده وقال: دعهن يا عمر.

وقال: «وإياكن ونعيق الشيطان.. إلى أن قال: فبكت فاطمة على شفير القبر، فجعل النبي  «صلى الله عليه وآله» يمسح الدموع عن عينيها بطرف ثوبه (2)».

 
   
 
 

موقع الميزان