التوراة، والمنع من البكاء على الميت

   

صفحة :   

التوراة، والمنع من البكاء على الميت:

ويبدو لنا: أن المنع من البكاء على الميت مأخوذ من أهل الكتاب، فإن عمر كان يحاول هذا المنع في زمن النبي  «صلى الله عليه وآله» بالذات، ولم يرتدع بردع النبي له إلا ظاهرا. فلما توفي  «صلى الله عليه وآله» ولم يبق ما يحذر منه، وصار الموقف السياسي يتطلب الرجوع إلى ما عند أهل الكتاب،

ــــــــــــــــــــ

(1) راجع صحيح البخاري: ج1 ص146 (ط سنة 1039)، ومستدرك الحاكم ج3 ص381، واختلاف الحديث للشافعي هامش الأم ج7 ص266، وجامع بيان العلم: ج2 ص105، ومنحة المعبود: ج1 ص158، وطبقات ابن سعد: ج3 ص346، ومختصر المزني: هامش الأم ج1 ص187، والغدير: ج6 ص163 عمن تقدم، وعن صحيح مسلم: ج1 ص342 و 344 و 343، ومسند أحمد: ج1 ص41، وسنن النسائي: ج4 ص17 و 18، وسنن البيهقي: ج4 ص73 و 72، وسنن أبي داود: ج2 ص95، وموطأ مالك: ج1 ص96.

(2) صحيح البخاري: ج1 ص147.

(3) راجع الغدير، ودلائل الصدق، والنص والإجتهاد، وغير ذلك. (*)


/ صفحة 348 /

فكان منع الزهراء عن ذلك، كما قدمنا.

وقد جاء هذا موافقا للميول وللدفاع الديني والسياسي على حد سواء.

ومما يدل على أن ذلك مأخوذ من أهل الكتاب: أنه قد جاء في التوراة:

«يا ابن آخذ عنك شهوة عينيك بضربة، فلا تنح ولا تبك، ولا تنزل دموعك، تنهد ساكتا، لا تعمل مناحة على أموات»(1).

 
   
 
 

موقع الميزان