إذا كان الصحابة قد ارتدوا،
فكيف لم ينقضوا على الإسلام؟!
يعتقد الشيعة:
أن أغلب الصحابة كانوا منافقين وكفاراً إلا قلة قليلة
جداً، فإذا كان الأمر كذلك: لماذا لم ينقض هؤلاء الكفار على القلة
القليلة التي كانت مع النبي ﷺ؟!
إن قالوا:
بأنهم إنما ارتدوا بعد وفاته ﷺ إلا سبعة، فلماذا لم
ينقضوا على المسلمين القلة ويرجعوا الأمر كما كان عليه آباؤهم
وأجدادهم؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فقد تقدم ما يشبه هذا السؤال سؤالان آخران برقم 23 و 88
فراجع..
ونكتفي هنا بما يلي:
أولاً:
إن الشيعة لا
يعتقدون بكفر أكثر الصحابة، ونفاقهم.. بل هم يقولون، كما قال الله في
حقهم:
﴿أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾([1]).
وكما قال رسول الله «صلى الله عليه
وآله» في حق جماعات منهم:
أنهم سوف يردون عليه الحوض، ثم يؤخذ بهم ذات الشمال،
فيقول «صلى الله عليه وآله»: يا رب أصحابي. فيقول: لا تدري ما أحدثوا
بعدك، إنهم ارتدوا على أعقابهم القهقرى..الخ..
وهذا خاص بجماعات من الصحابة لا كلهم..
ويقولون أيضاً:
إن المقصود بالإرتداد والانقلاب على الأعقاب. هو عدم الطاعة لرسول الله
«صلى الله عليه وآله».. وليس المراد به العودة إلى الشرك أو الكفر
بمعناه المعروف.. وقد شرحنا ذلك عدة مرات في أجوبتنا هذه..
ثانياً:
إننا نرد السؤال على أهل السنة أنفسهم، ونقول لهم: فسروا لنا الآيات
الدالة على وجود المنافقين في جملة الصحابة، وبينوا لنا المراد من قوله
تعالى: ﴿أَفَإِنْ
مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ
يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً﴾([2]).
والمراد بقول رسول الله «صلى الله
عليه وآله» حول ارتداد أصحابه:
إنهم ارتدوا على أعقابهم القهقري، حتى لا يبقى منهم إلا
مثل همل النعم. فإنها روايات مذكورة في الصحاح.. فأي تفسير تختارونه
للآية وللرواية فنحن نرضى به..
ثالثاً:
إذا كان المعنى المقصود هو ما ذكرناه. فإن عدم الطاعة في موضوع الإمامة
والبيعة لعلي «عليه السلام» يوم الغدير هو رغبة منهم بالدنيا، لا
ارتداداً عن أصل الإسلام، فلا يصح قول السائل: لماذا لم يحاربوا
المسلمين إذن؟! ولماذا يحاربون وهم قد حصلوا على مطلوبهم الدنيوي. بعد
أن ضربوا بنت رسول الله، وأسقطوا جنينها، وحاولوا إحراق بيتها. فإنهم
بعد حصولهم على ما أرادوا لم تبق حاجة لاستعمال العنف، والبطش؟!
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله..
([1])
الآية 144 من سورة آل عمران.
([2])
الآية 144 من سورة آل عمران.
|