الشيعة يسبون الصحابة..
والسنة لا يسبون أهل البيت عليهم السلام
بينما نجد الشيعة يتقربون إلى الله بسب كبار الصحابة،
وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الثلاثة: أبو بكر وعمر وعثمان «رضي الله
عنهم»، لا نجد سنياً واحداً يسب واحداً من آل البيت! بل يتقربون إلى
الله بحبهم.
وهذا ما لم يستطع الشيعة إنكاره، ولو بالكذب.
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإننا نجيب بما يلي:
أولاً:
لقد نهى تعالى حتى عن سب الناس، حتى لو كانوا مشركين، فقال عز وجل:
﴿وَلَا
تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ
عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾([1]).
كما أن علياً «عليه السلام» قال
لبعض أصحابه:
«إني أكره لكم أن تكونوا سبَّابين، ولكنكم لو وصفتم
أعمالهم، وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر»([2]).
وكان الإمام الصادق «عليه السلام» يأمر أصحابه بتحسين
أخلاقهم، فقد قال لزيد الشحام: يا زيد، خالقوا الناس بأخلاقهم، صلّوا
في مساجدهم، وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وإن استطعتم أن تكونوا
الأئمة والمؤذنين فافعلوا، فإنكم إذا فعلتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية،
رحم الله جعفراً ما كان أحسن ما يؤدب أصحابه.
وإذا تركتم ذلك قالوا:
هؤلاء الجعفرية، فعل الله بجعفر ما كان أسوء ما يؤدب
أصحابه([3]).
كما أن من صفات رسول الله «صلى الله
عليه وآله»:
أنه لم يكن سباباً([4]).
فالشيعة ملتزمون بما علمهم إياه قرآنهم، ونبيهم
وأئمتهم، ولسان حالهم مع هذه التهم التي توجه إليهم:
﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ
شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾([5])..
وهم على يقين من أن هدف هذه التهم ليس رفع السب، وإنما
المنع من توجيه النقد للخلفاء، لأن ذلك يضعف حجة محبي الخلفاء،
ويحرجهم.
ثانياً:
أما فعل الجهال، من الفريقين فليس معياراً، ولا تؤخذ الأمور منهم، ولا
يشكلون مرجعية في شيء من أمور الدين، ولذلك تجد في محبي الخلفاء من يسب
فاطمة الزهراء، وعلياً، والحسن والحسين «عليهم السلام»، بل فيهم من
يتجرأ على العزة الإلهية، فهل يصح اتهام أهل مذهبه استناداً إلى ما
يفعله أمثال هؤلاء؟!
ثالثاً:
إن أكثر الصحابة لم يكن لهم دور في غصب الخلافة، ولا في ضرب الزهراء
«عليها السلام»، فلماذا يعاديهم الشيعة؟! فإن الذين فعلوا ذلك هم فريق
صغير جداً من الصحابة معروفون بأسمائهم، وكان معظمهم من قريش.
رابعاً:
إن القرآن الكريم قد سجل فسق بعض الصحابة في كتابه الكريم ليكون قرآناً
يتلى إلى يوم القيامة، فقال عن الوليد بن عقبة:
﴿إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا
قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾([6])..
وسجل على الصحابة: أن بعضهم ينادونه من وراء الحجرات، وإن أكثرهم لا
يعقلون.. ووصف حالات أهل النفاق من الصحابة بما لا مزيد عليه..
خامساً:
إن بني أمية وعلى رأسهم معاوية وعمرو بن العاص، ومروان و.. و.. الخ..
وهم من الصحابة قد سبُّوا وأمروا المسلمين بسبِّ علي بن أبي طالب
والحسن والحسين «عليهم السلام» على منابر المسلمين في جميع أقطار الأرض
ألف شهر، فلماذا لا يهاجمهم أولئك الذين يهاجمون الشيعة، لمجرد نقدهم
للخلفاء على ما فعلوه بعلي والزهراء «عليهما السلام»؟!
فكيف يقول السائل:
إن أهل السنة لم يسبُّوا أحداً من أهل البيت «عليهم السلام»؟!
أليس قد سُبَّ علي وابناه ألف شهر على منابر المسلمين؟!
فلماذا يتولون من فعل ذلك؟!
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله..
([1])
الآية 108 من سورة الأنعام.
([2])
نهج
البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص185 وبحار الأنوار ج32 ص561 والمعيار
والموازنة ص137 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج11 ص21.
([3])
من لا
يحضره الفقيه ج1 ص383 ووسائل الشيعة (ط
مؤسسة آل البيت)
ج8 ص430 و (ط
دار الإسلامية)
ج5 ص477.
([4])
صحيح البخاري ج4 ص37 و 38 و (ط دار الفكر) ج1 ص81 ودلائل الصدق
ج1 ص417 و 416 وصحيح مسلم ج8 ص24 والغدير ج11 ص91 وج8 ص252
ومسند أحمد ج3 ص144 والسنن الكبرى للبيهقي ج2 ص210 وفتح الباري
ج6 ص419 وعمدة القاري ج22 ص116 ومسند أبي يعلى ج7 ص222 ونظم
درر السمطين ص59 ونصب الراية ج2 ص151 وكنز العمال (ط مؤسسة
الرسالة) ج7 ص209.
([5])
الآية 29 من سورة الكهف.
([6])
الآية 6 من سورة الحجرات.
|