ظهر التشيع بعد كمال الدين ووفاة الرسول..
لقد اكتمل دين الإسلام في عهد الرسول ﷺ، لقوله تعالى ﴿الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾[المائدة:3]،
ومذهب الشيعة إنما ظهر بعد وفاته ﷺ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإننا نجيب بما يلي:
أولاً:
إن الشيعة كانوا موجودين من عهد الرسول
«صلى الله
عليه
وآله»
وهو الذي أطلق عليهم هذا الاسم، فقد روي: أن النبي «صلى الله
عليه وآله»
قال: علي وشيعته هم الفائزون، أو نحو ذلك([1])..
والنصوص التي تؤكد هذا المعنى كثيرة([2]).
ثانياً:
إن تولي علي وأهل بيته «عليهم السلام» امتثالاً لأمر رسول الله «صلى
الله
عليه وآله»
والعمل بجميع ما جاء به «صلى الله عليه وآله»، وأنزله الله تعالى في
كتابه، لم يحدث بعد وفاة رسول الله «صلى الله
عليه وآله»..
بل كان أمراً مشهوداً وسارياً بين كثير من صحابة الرسول في زمن رسول
الله «صلى الله
عليه وآله»..
وقد كان بنو هاشم وسلمان، وعمار، والمقداد، وأبو ذر،
وأبو الهيثم بن التيهان، وقيس بن سعد بن عبادة، وحجر بن عدي، ومئات
آخرون من خيرة الصحابة من شيعة علي «عليه
السلام»،
فما معنى اعتبار التشيع من الأمور الطارئة التي ظهرت بعد وفاة الرسول
«صلى الله
عليه وآله»؟!
ثالثاً:
إن آية: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام
دِيناً﴾([3]).
قد نزلت حين نصب رسول الله «صلى الله
عليه وآله»
إماماً، وأخذ له البيعة من عشرات الألوف من المسلمين، وذلك يوم غدير خم
حين كان النبي «صلى الله
عليه وآله»
عائداً من حجة الوداع.
وهذا هو رمز التشيع، وأسُّه وعصبه، ومخّه، وقلبه النابض
بالحياة.
والمصادر التي ذكرت نزول هذه الآية بهذه المناسبة
كثيرة جداً([4]).
فما معنى جعل هذه الآية دليلاً على نفي وجود التشيع في حياة الرسول
الأعظم «صلى الله
عليه وآله»؟!
غير أن من حق الناس أن يسألوا متى بدأت المذاهب الأخرى،
سواء في ذلك المذاهب الفقهية، مثل: الحنبلية، والشافعية، والحنفية،
والظاهرية، والأوزاعية، و.. و.. الخ.. أو المذاهب الإعتقادية كالإعتزال
والإرجاء، والأشعرية، والوهابية، والخوارج وغيرهم..
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله..
([1])
المناقب للخوارزمي ص111 و 265 و 291 وراجع: الدر المنثور ج6
ص379 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص333 وعن ابن عدي وابن مردويه،
ونور الأبصار ص159 و 226
وشواهد التنزيل ج2 ص467 وفضائل أمير المؤمنين للكـوفي = = ص101
وبشارة المصطفى ص149 و 187 و 196 و 270 و 296.
([2])
راجع: جامع البيان ج30 ص264 والمناقب للخورازمي ص178 والفصول
المهمة لابن الصباغ ص121 وكفاية الطالب ص119 ونظم درر السمطين
ص92.
([3])
الآية 3 من سورة المائدة.
([4])
وقد روي نزول الآية في يوم الغدير في المصادر التالية: الغدير
ج1 ص11 و 230 ـ 237 و 296 وروى ذلك الطبري في كتاب الولاية في
طرق حديث الغدير XE "غدير
خم:أماكن"
، كما
في ضياء العالمين. وتفسير القرآن العظيم ج2 ص14 عن ابن مردويه،
والدر المنثور ج2 ص259 وتاريخ مدينة دمشق ج12 ص237 والإتقان ج1
ص31 وكشف الغمة ج1 ص330 وعن مفتاح النجا، وعن الفرقة الناجية
وما نزل من القرآن في علي «عليه السلام» لأبي نعيم ص56 وكتاب
سليم بن قيس XE "سليم
بن قيس"
ج2
ص828 وتاريخ بغداد ج8 ص290 ومناقب الإمام علي بن أبي طالب لابن
المغازلي ص18 والعمدة لابن البطريق ص106 وشواهد التنزيل
للحسكاني ج1 ص201 والمناقب للخوارزمي ص135 و 156 وفرائد
السمطين ج1 ص74 و 72 وعن النطنزي في كتابه الخصائص العلوية،
وتوضيح الدلائل للصالحاني، وتذكرة الخواص ص30 والبداية
والنهاية ج5 ص210. وراجع: بحار الأنوار ج21 ص390 وج37 ص134 و
166 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص301 ومستدرك سفينة البحار ج7
ص544 وإعلام الورى ج1 ص261 ـ 363 = = قصص الأنبياء
XE "الأنبياء:جماعات"
للراوندي ص353 ـ 354 وتنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين لابن
كرامة ص20 وكشف اليقين ص253.
|