النبي صلى الله عليه وآله
لم يعمل بالتقية، فلماذا عمل بها الأئمة؟!
لقد وجدنا النبي ﷺ لم يعمل بالتقية في مواقف عصيبة،
والشيعة تدعي ـ كما سبق ـ أن هذه التقية تسعة أعشار الدين! وأن أئمتهم
استعملوها كثيراً. فما بالهم لم يكونوا كجدهم ﷺ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإننا نجيب بما يلي:
ذكر مؤرخوا أهل السنة:
أن هناك فترة ثلاث سنوات كان النبي
«صلى الله عليه وآله» يمارس الدعوة فيها بالخفاء، خوفاً من مضايقات
قريش، حتى نزل قوله تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا
تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ
المُسْتَهْزِئِينَ﴾([1])..
كما أن نبي الله الخضر «عليه السلام» كان ولا يزال
يمارس عمله منذ آلاف السنين في الخفاء.
وكان مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أيضاً..
وقد صرَّح القرآن بالتقية في قوله تعالى: ﴿إِلاَّ
أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً﴾([2]).
فلا مانع إذن، من الإستفادة من التقية في الحدود التي
لا تضيع فيها أحكام الشريعة، ويتم بيانها في الوقت المناسب، ويكون
المكلف معذوراً عند الله في الإستفادة من التقية، حيث يكون التعرض
لسطوة السلطان بلا فائدة ولا عائدة، بل يكون هدراً للطاقات، وتضييعاً
للقدرات..
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..
([1])
الآيتان 94 و 95 من سورة الحجر.
([2])
الآية 28 من سورة آل عمران.
|