لماذا لم تُحدُّ عائشة لو صدق الآفكون؟!
يفتري بعض الشيعة على عائشة «رضي الله عنها» ويتهمونها
بما اتهمها به أهل الإفك ـ والعياذ بالله ـ كما سبق ـ، فيقال لهم: إذا
كان الأمر كما تفترون؛ فلماذا لم يُقم رسول الله ﷺ عليها الحد، وهو
القائل «والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها»([1])؟!
ولماذا لم يقم علي عليها الحد، وهو الذي لا يخاف في
الله لومة لائم؟!
ولماذا لم يقم عليها الحد الحسن لما تولى؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
قد تقدم سؤال قريب من هذا برقم 70، فلا بد من الرجوع
إليه للوقوف على ما أجبنا به.
ونضيف هنا إلى ما ذكرناه هناك ما يلي:
أولاً:
ليس الشيعة من يتهم أياً من زوجات النبي «صلى الله عليه
وآله» بما اتهم به أهل الإفك إحدى زوجاته «صلى الله عليه وآله».
ثانياً:
إن الكتاب الذي أشار إليه لم يذكر ذلك، وإنما ذكر أن
قصة لها منحى آخر، وأن الإفك إنما كان على مارية لا على عائشة.. وقد
كذَّب علماء الشيعة هذه القصة أيضاً كما ذكرناه في الجواب الذي سيأتي
برقم 170.
كما أن اعتبار بعض ما في كتاب تفسير القمي الذي نقل عنه
السائل ذلك غير مسلم عند الشيعة.. بل هو موضع جدل كبير..
فلا معنى إذن للمطالبة بأن يحد النبي «صلى الله عليه
وآله» زوجته من أجل ذلك..
ثالثاً:
بالنسبة لقول السائل: ولماذا لم يقم علي «عليه السلام» عليها الحد نقول:
إنه غير مقبول من جهتين:
إحداهما:
أنه لا شك في براءة جميع زوجاته «صلى الله عليه وآله» من إفك الآفكين،
فإن زوجات جميع الأنبياء منزهات عن هذا الأمر.
الثاني:
إن علياً فضلاً عن ولده الإمام الحسن «عليهما السلام» لم يكن هو
المطالب بإجراء الحدود، ولا يصح منه ذلك، ولا سيما فيما يكون البت فيه
لرسول الله «صلى الله عليه وآله».. فلا يصح هذا السؤال من أساسه، لا
أصلاً ولا فرعاً.
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..
|