ما فائدة الكتب عند الأئمة
عليهم السلام؟!
يعتقد الشيعة:
أن العلم مخزون عند أئمتهم، وأنهم ورثوا كتباً وعلماً لم يرثه غيرهم؛
فعندهم: «صحيفة الجامعة» و«كتاب علي» و«العبيطة» و«ديوان الشيعة» و«الجفر».
وهذه الصحف الوهمية فيها كل ما يحتاجه الناس. فما هي
الفائدة الحقيقية لهذه الكتب المختفية منذ غيبة المهدي ؟!
والعجب أن هذه التي يزعمها الشيعة لو كان شيء منها
موجوداً لتغير وجه التاريخ، ولما عجز أئمتهم عن الوصول للحكم، ولما
عصفت بهم المحن، ومات كل واحد منهم مقتولاً أو مسموماً ـ كما يزعمون ـ
ولما غاب غائبهم في سردابه، وظل مختفياً قابعاً في مكمنه خوف القتل!
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإننا نجيب بما يلي:
أولاً:
لقد جزم
السائل: بأن الجفر والجامعة، وكتاب علي «عليه السلام» وغير ذلك صحف
وهمية. فهل لنا أن نسأله: هل أطلعه الله على غيبه، وكشف له عن واقع
التاريخ، فرأى أنه لا وجود لهذه الكتب؟! أم أنه قد قال ذلك على سبيل
الحدس، والتوهم، والتظني، مع أن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّ
الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً﴾؟!([1]).
وقال تعالى:
﴿إِنَّ
بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾([2]).
كما أن من حقنا أن نطالبه بالبرهان على ما قاله، كما
علَّم الله تعالى رسوله: ﴿قُلْ
هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ﴾([3]).
وقال: ﴿قُلْ هَلْ
عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا﴾([4]).
ثانياً:
لم نفهم الملازمة بين وجود الصحف، وتغيير وجه التاريخ، وحصول هذه
التغيرات الهائلة، فإن هذه الصحف ليست بأهم، ولا بأعظم شأناً، وأثراً
من القرآن، فإذا لم يغير القرآن وجه التاريخ، فإن أي شيء آخر لا يغيره.
والقرآن كان بحوزة أئمتنا «عليهم السلام»، ولم يوصلهم إلى الحكم، ولم
يمنع المحن من أن تعصف بهم. ولم يمنع من غيبة الإمام «عليه
السلام»..
ولم يزل الخوف على الرسول «صلى الله عليه وآله» الذي اظطره لممارسة
الدعوة السريَّة ثلاث سنوات، كما أن التوراة لم تمنع الخوف عن موسى
«عليه السلام»، حتى اضطر إلى الإختفاء، والفرار من فرعون خوفاً من
القتل. ولم تمنع عيسى «عليه السلام» من محاولة قتله، حتى أخفاه الله
تعالى عن قومه، ورفعه إليه، وسيبقى مختفياً إلى أن يعود آخر الزمان.
ثالثاً:
إن لغة التشويش والتشنيع ليست هي اللغة العلمية التي يعتمدها أهل
الرزانة والمتانة، بل هي اللغة
«عليه السلام»ROUND()
التي يؤثرها من لا يملك دليلاً على ما يدعيه، فيلجأ إلى مثال هذه
الأساليب لصرف الأنظار عن واقع الحال..
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..
([1])
الآية 36 من سورة يونس.
([2])
الآية 12 من سورة الحجرات.
([3])
الآية 64 من سورة النمل.
([4])
الآية 148 من سورة الأنعام.
|