قتل الحسين كان سبب ردَّة الناس..
يذكر الشيعة في كتبهم أن مسير الحسين إلى أهل الكوفة ثم
خذلانهم له وقتله كان سبباً في ردَّة الناس إلا ثلاثة. إذاً لو كان
يعلم المستقبل ـ كما يزعمون ـ لما سار إليهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإننا نجيب بما يلي:
أولاً:
لم يقل الشيعة: إن قتل الحسين «عليه
السلام»،
وخذلان أهل الكوفة له كان سبباً في ردَّة الناس إلا ثلاثة.. إلا إن كان
هذا السائل يقصد ما روي عن الإمام الصادق «عليه
السلام»
أنه قال: «ارتد الناس بعد قتل الحسين «عليه السلام» إلا ثلاثة: أبو
خالد الكابلي، ويحيى بن أم الطويل، وجبير بن مطعم (ولعل الصحيح: حكيم
بن جبير)، ثم إن الناس لحقوا وكثروا»([1]).
ومن الواضح:
إن المقصود هنا: هو ارتداد الناس عن أهل البيت «عليهم السلام»،
وابتعادهم عنهم خوفاً من يزيد، وبني أمية، ويأساً من أن يتمكن أحد من
أهل البيت «عليهم السلام» بعد فاجعة كربلاء من أن يكون له شأن وموقع
بارز في الأمة..
ثانياً:
إن علم الإمام الحسين «عليه
السلام»
بالمستقبل لا يجوز أن يمنعه من القيام بواجبه الشرعي..
ثالثاً:
إن الإمام الحسين «عليه
السلام»
لم يكن قد جمع جيشاً وجاء به لقتال يزيد، بل هو قد خرج بعياله من مكة
حين علم بتدبير مؤامرة لقتله، فأراد أن يبتعد عن بيت الله حتى لا تنتهك
به حرمته.
رابعاً:
قد ذكرنا مراراً: أن علم الغيب الحاصل لهم بطريق غير ميسور للناس
كالوحي، لا يوجب تكليفاً للإمام الحسين «عليه
السلام»
ولا غيره، بل يبقى تكليفه هنا مرهوناً بما تؤدي إليه الأمارات الظاهرية
التي يشترك فيها معه جميع الناس. وقد شرحنا هذه الخصوصية في إجابة لنا
أخرى على هذه الأسئلة.
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..
([1])
إختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ص123 و 115 و (ط مؤسسة آل
البيت) ج1= = ص231
والإختصاص ص64 و 205 وبحار الأنوار ج46 ص144 وج71 ص220 ومستدرك
سفينة البحار ج4 ص117 وقاموس الرجال ج9 ص150 و 432 وج11 ص30.
|