الأجرة على مجالس العزاء..
في حفلات عاشوراء ـ أقول حفلات لأن المعممين يأخذون
أموالاً مقابل إحياء هذه الأيام مثل المطربين في حفلات الصيف ـ في
حفلات عاشوراء هل أخذ المعمم والرادود للأموال مقابل أن يبكي أو يغني
لكم هل نعتبره متاجرة بذكرى الحسين؟!
إن قلت:
نعم، انتهى أمرهم.
وإن قلت:
لا.
قلت لك:
لماذا لا يبكون ويغنون مجاناً لو كانوا يحبون الحسين؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإنني أجيب بما يلي:
أولاً:
هل المقرؤن للقرآن، المنتشرون في طول البلاد الإسلامية وعرضها، والذين
يأخذون الأموال على تسجيلاتهم في الفضائيات، والإذاعات، وعلى مشاركاتهم
في الدورات القرآنية، ويجوبون البلاد الإسلامية طولاً وعرضاً طلباً
للرزق والمال يتاجرون بالقرآن.
هل يصح تشبيه هؤلاء بالمطربين في حفلات الصيف؟! أم أنه
يجب التورع عن أمثال هذه التعابير وعن نسبة هذه الأمور إليهم، إكراماً
للقرآن الذي يحملونه ويقرأونه؟!
فلماذا لا يتورع المسلم عن وصف مراسم عاشوراء الحزينة
على سيد شباب أهل الجنة، والتي تهدف إلى إدانة الظلم والبغي، ورفض
الجريمة في كل زمان ومكان، لماذا لا يتورع عن وصفها بأنها حفلات طرب،
ومطربين، وغناء ومغنين؟! وما إلى ذلك من أوصاف..
ثانياً:
هل هذه السُّنة الهادفة إلى نشر القرآن وتعليمه، ولو بأخذ الأموال على
قراءته، وإقامة الدورات، والتجمعات لقرائته ولاستماعه، هل كانت موجودة
في زمن الرسول؟!
أم هي من البدع المحرمة أيضاً؟! فإن كانت في زمن
الرسول، فأين الدليل؟! وإن لم تكن فلماذا كانت حلالاً، وكان اللطم
وسائر مراسم عاشوراء حراماً بنظر السائل؟!
ثالثاً:
هل أخذ الأموال على قراءة، القرآن والمشاركة في الدورات والندوات
القرآنية متاجرة بالقرآن؟!
إن قلت:
نعم، انتهى الأمر.
وإن
قلت:
لا، قلت: لماذا لا يقرأون القرآن، ويحضرون الدورات، ويعلمون القرآن
مجاناً. لو كانوا يحبون القرآن، ويريدون اكتساب الثواب بقرائته؟!
رابعاً:
لا شك في أن العلماء وأئمة الجماعة في هذه الأيام
موظفون في دائرة الأوقاف، ويقبضون الراتب في كل شهر، فكيف يأخذون المال
على نشر الدين، وعلى صلاة الجماعة، وإلقاء المحاضرات؟! فإن كان هذا
متاجرة بالدين فتلك مصيبة، وإن لم تكن، فلماذا لا يصلون جماعة،
ويحاضرون، ويعلمون الناس دينهم مجاناً؟!
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله..
|