إننا وبعد حمد الله على هدايته لدينه، والتوفيق لما دعا
إليه من سبيله..
وبعد أن انتهينا من الإجابة على
الأسئلة التي وردت في كتاب:
«أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق»، وعلى الأسئلة المختلفة التي وردت
في الملحق نود أن نقول:
لا بد أن يكون القارئ الكريم قد لاحظ أننا قد وفينا بما
التزمنا به، من مراعاة أدب الخطاب مع هذا السائل، والتزمنا بالإختصار
والإقتصار على ما هو ضروري في بيان مراداتنا.
كما أننا حاولنا أن نبتعد عن طريقة المقابلة بالمثل،
وأن نلتزم بالعفو والصفح عمن ظلمنا، وتعامل معنا بالكلمة النابية
والمؤذية، وبالأسلوب التحريضي حيناً، والساخر حيناً آخر، والتجنِّي
بغير الحق ثالثاً، إلى غير ذلك مما لمسه القارئ الكريم بنفسه، وشاهده
بأم عينه.
ولعل سبب حرص هؤلاء على التعامل معنا بهذا الأسلوب هو
شعور هذا النوع من الناس بالعجز عن توجيه السباب والشتائم لعلي أمير
المؤمنين وأهل بيته «عليهم السلام» مباشرة ـ وهي السنة التي سنها
معاوية ـ فيتوجهون بها إلى شيعتهم، ومحبيهم، بمناسبة وبدون مناسبة،
وذلك لما يجدونه في نفوسهم عليهم، وما يعتلج في صدورهم ضدَّهم.
ولا نقصد بكلامنا هذا عامة العلماء الأجلاء من إخواننا
أهل السنة، فإنهم أشرف وأجلُّ من أن تكون هذه هي طريقتهم ومسلكيتهم،
وإنما نقصد خصوص أولئك الذين يتعاملون مع غيرهم بأسلوب التكفير
والسباب، والإتهام بالباطل، وعلى أساس التعصب الأعمى.
فكلامنا عن هؤلاء ومعهم دون سائر الشرفاء من أهل السنة
الأكارم.
ولنا
بعد كل ما ذكرنا أن نتوقع إلى حد الجزم واليقين:
أن أجوبتنا هذه لن تنال رداً من هؤلاء سوى العودة من جديد إلى طرح هذه
الأسئلة في فضائياتهم، وفي محاضراتهم، ونواديهم، وكأنهم لم يقرأوا ولم
يسمعوا، ولم يروا.
وسوف يصرُّون على أقاويلهم هذه عن سابق علم ودراية،
وتصميم لا مبررله سوى ما ذكرناه..
إلا أن الأمل يحدونا في أن يستفيد منها ذوو العقول
النيرة، والضمائر الحرة، وكل من يبحث عن الحق والحقيقة، وأن ينفع الله
بها المؤمنين، ويقوي بها الدين..
وإنَّا لله، وإنَّا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلى
بالله العلي العظيم، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وقد كان الفراغ من تأليف هذا الكتاب في السابع من شهر
تموز سنة 2010 م ش. أي بعد حوالي شهر ونصف من الشروع في تأليفه..
وقد كتبت المقدمة والخاتمة في بيروت في العشرين من شهر
تموز 2010م ش الموافق 8 شعبان سنة 1432هـ ق.
جعفر مرتضى العاملي
|