هذا وقد
بذلت محاولات للتشكيك في سند حديث رد الشمس من قِبَل ابن الجوزي، وابن
تيمية، وابن كثير، ومن هم على شاكلتهم.
بل لقد قال ابن كثير عن هذا الحديث:
هو حديث منكر، ليس في شيء من الصحاح ولا الحسان، وهو مما تتوفر الدواعي
على نقله، وتفردت بنقله امرأة من آل البيت، مجهولة لا يعرف حالها. فلا
يلتفت إليه([1]).
ونقول:
لقد فند
في السيرة الحلبية كلامه هذا كما فنده غيره، وقد قال الحلبي: إنه حديث
متصل، وقد ذكر في الإمتاع: أنه جاء عن أسماء من خمسة طرق([2]).
وقال الزرقاني:
>أسناد حديث أسماء، وكذا أسناد أبي هريرة الآتي، كما
صرح به السيوطي، قائلاً: ومن ثم صححه الطحاوي، والقاضي عياض. وذكره ابن
الجوزي في الموضوعات فأخطأ، كما بينته في مختصر الموضوعات، وفي النكت
البديعات انتهى، يعني: لما تقرر في علوم الحديث: أن الحسن إذا اجتمع مع
حسن آخر، أو تعددت طرقه ارتقى للصحة، فالعجب العجاب إنما هو من كلام
ابن تيمية هذا، لا من عياض؛ لأنه الجاري على القواعد المعلومة في
الألفية وغيرها؛ لصغار الطلبة.
ولذا قال الحافظ في فتح الباري:
أخطأ ابن الجوزي يذكره في الموضوعات، وكذا ابن تيمية في كتاب الرد على
الروافض في زعم وضعه، انتهى<([3]).
وقال
وهو يتحدث عن زعم الزاعمين، أن هذا الحديث موضوع:
>قال
الشامي: والظاهر أنه وقع لهم من طريق بعض الكذَّابين، ولم يقع لهم من
الطرق السابقة، وإلا فهي يتعذر معها الحكم عليه بالضعف، فضلاً عن
الوضع، ولو عرضت عليهم أسانيدها لاعترفوا بأن للحديث أصلاً وليس
بموضوع.
وقال:
وما
مهدوه من القواعد، وذكر جماعة من الحفاظ له في كتبهم المعتمدة، وتقوية
من قواه، يردّ على من حكم عليه بالوضع. انتهى.
ولذا
استدرك السخاوي، زعم وضعه، فقال: >ولكن قد صححه الطحاوي، والقاضي عياض<
وناهيك بهما<([4]).
ونضيف إلى ما تقدم:
أنه قد روي عن اثني عشر صحابياً غير أسماء، حسبما ألمحنا إليه..
وقال ابن حجر:
>صححه الطحاوي، والقاضي في الشفاء، وحسنه شيخ الإسلام أبو زرعة، وتبعه
غيره<([5]).
وقال دحلان:
>أخرج
ابن مندة وابن شاهين من حديث أسماء بأسناد حسن، ورواه ابن مردويه من
حديث أبي هريرة بأسناد حسن أيضاً. ورواه الطبراني في معجمه الكبير
بأسناد حسن، كما حكاه ولي الدين العراقي<([6]).
أما الخفاجي فقال:
>وهذا الحديث صححه المصنف (أي القاضي عياض) وأشار إلى أن تعدد طرقه
شاهد صدق على صحته، وقد صححه قبله كثير من الأئمة، كالطحاوي، وأخرجه
ابن شاهين، وابن مندة، وابن مردويه، والطبراني في معجمه، وقال: إنه
حسن<([7]).
وقال الخفاجي أيضاً:
>إن
السيوطي صنف في هذا الحديث رسالة مستقلة سماها كشف اللبس عن حديث رد
الشمس، وقال: إنه سبق بمثله لأبي الحسن الفضلي، أورد طرقه بأسانيد
كثيرة، وصححه بما لا مزيد عليه، ونازع ابن الجوزي في بعض من طعن فيه من
رجاله<([8]).
وقالوا أيضاً:
>رواه الطبراني بأسانيد رجال أكثرها ثقات<([9]).
وقال القاري:
>فهو في
الجملة ثابت في أصله، وقد يتقوى بتعاضد الأسانيد، على أن يصل إلى مرتبة
حسنة، فيصح الاحتجاج به<([10]).
وقال الزرقاني:
>ومن القواعد: أن تعدد الطرق يفيد أن للحديث أصلاً<([11]).
وقال:
>قال القسطلاني: وروى الطبراني أيضاً في معجمه الكبير بأسناد حسن، كما
حكاه ابن العراقي في شرح التقريب عن أسماء<..
إلى أن قال:
>وروى الطبراني أيضاً في معجمه الأوسط بسند حسن عن جابر: أن رسول الله
>صلى الله عليه وآله< أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار<([12]).
|