وقد حاول ابن الجوزي:
الطعن بحديث رد الشمس بحجة أن راويه هو ابن عقدة، وهو
رافضي يسب الصحابة([1]).
ونقول:
أولاً:
قال
الخفاجي: >إن مجرد كون راو من الرواة رافضياً، أو خارجياً، لا يوجب
الجزم بوضع حديثه، إذا كان ثقة من جهة دينه. وكأن الطحاوي لاحظ هذا
المبنى، وبنى عليه هذا المعنى.
ثم من المعلوم:
أن من
حفظ حجة على من لم يحفظ، والأصل هو العدالة، حتى يثبت الجرح المبطل
للرواية<([2]).
ونضيف للتوضيح، وللتأييد:
أننا لو سلمنا أن حديث رد الشمس لم يوفق لسند صحيح،
وأغمضنا النظر عن صحة وعن حسن بعض طرقه، وعن أن نقله عن ثلاثة عشر
صحابياً بالإضافة إلى روايته عن أئمة أهل البيت >عليه السلام< يفوق حد
الاستفاضة، ويبلغ به حد التواتر..
نعم..
إننا لو سلمنا ذلك، وأغمضنا النظر عن هذا..
فإننا نقول:
إنه لا يصح الحكم عليه بالوضع؛ فإن الكاذب قد يصدق.
يضاف إلى ذلك:
أن هذا التضعيف غير مأمون، فإنه قد يكون سببه هو التعصب المذهبي، أو
جهالة حال الراوي، أو عدم تعقل بعض خصوصيات الرواية، أو غير ذلك..
ثانياً:
إن ابن
عقدة، وإن كان رافضياً، فإن ذلك لا يستلزم أن يكون ساباً للصحابة، فإن
الروافض إنما يخطِّئون الخلفاء الثلاثة الأولين، فيما أقدموا عليه، من
تعد على فاطمة الزهراء >عليها السلام<، وضربها، وإسقاط جنيننها، وغصب
فدك منها، وغصب الخلافة من علي >عليه السلام< بعد نص الغدير وغيره،
وتوجيه النقد إلى إنسان وتخطئته ليس سباً..
ثالثاً:
قال سبط ابن الجوزي: >وابن عقدة مشهور بالعدالة، وكان يروي فضائل أهل
البيت، ويقتصر عليها، ولا يتعرض للصحابة (رض) بمدح ولا بذم، فنسبوه إلى
الرفض<([3]).
|