ماذا قال النبي صلى الله عليه وآله يوم الإنذار؟!

   

صفحة : 33  

ماذا قال النبي صلى الله عليه وآله يوم الإنذار؟!:

وقد جاء في بعض النصوص: أنه «صلى الله عليه وآله» قال لهم في تلك المناسبة:

«يا بني عبد المطلب، إني لكم نذير من الله جل وعز، إني أتيتكم بما لم يأت به أحد من العرب، فإن تطيعوني ترشدوا، وتفلحوا، وتنجحوا..

إن هذه مائدة أمرني الله بها؛ فصنعتها لكم، كما صنع عيسى بن مريم «عليه السلام» لقومه؛ فمن كفر بعد ذلك منكم، فإن الله يعذبه عذاباً شديداً، لا يعذبه أحداً من العالمين..

واتقوا الله، واسمعوا ما أقول لكم، واعلموا يا بني عبد المطلب: أن الله لم يبعث رسولاً إلا جعل له أخاً، ووزيراً، ووصياً، ووارثاً من أهله.

وقد جعل لي وزيراً كما جعل للأنبياء من قبلي، وإن الله قد أرسلني إلى الناس كافة، وأنزل علي: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾([1])، ورهطك المخلصين([2])، وقد ـ والله ـ أنبأني به، وسماه لي.

ولكن أدعوكم، وأنصح لكم، وأعرض عليكم؛ لئلا يكون لكم الحجة فيما بعد، وأنتم عشيرتي وخالص رهطي، فأيكم يسبق إليها على أن يؤاخيني في الله، ويؤازرني»؟!.

إلى آخر كلامه «صلى الله عليه وآله»، الذي ينسجم مع النص الذي ذكرناه في أوائل هذا الفصل فراجعه([3]).

وهذا النص هو الأوفق والأنسب لموقف كهذا، وهو ينسجم تماماًً مع أمر الآية بالإنذار، فإن الإنذار أولاً هو الخطوة الطبيعية لأية دعوة، إذ لابد من الخروج من المواقع الخطرة أولاً، ثم يأتي التبشير الذي يكون العمل هو المعيار فيه، حيث تعطى الجوائز، وتنال الدرجات على اساسه، ومن خلاله..

ولا بد من لفت النظر هنا إلى أن قوله: «ورهطك منهم المخلصين».. ليس من الآية المباركة، بل هي زيادة نبوية توضيحية.


 

([1]) الآية 214 من سورة الشعراء.

([2]) هذا توضيح منه >صلى الله عليه وآله< وتفسير للمراد من الآية.

([3]) بحار الأنوار ج18 ص215 و 216 عن سعد السعود لابن طاووس ص106.

 
   
 
 

موقع الميزان