صفحة : 59-60  

تحطيم الأصنام قبل الهجرة:

عن علي «عليه السلام»، قال: دعاني رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وهو بمنزل خديجة «عليها السلام» ذات ليلة، فلما صرت إليه قال: اتبعني يا علي..

فما زال يمشي وأنا وراءه، ونحن نخترق بيوت مكة حتى أتينا الكعبة، وقد أنام الله كل عين، فقال لي رسول الله «صلى الله عليه وآله»: يا علي.

قلت: لبيك يا رسول الله.

قال: إصعد يا علي فوق كتفي، وكسّر الأصنام.

قلت: بل أنت يا رسول الله، إصعد فوق كتفي.

قال: بل أنت إصعد يا علي.

ثم انحنى «صلى الله عليه وآله»، فصعدت على كتفه، فأقبلت (ولعل الصحيح: فقلبت) الأصنام على رؤوسها، ونزلت، وخرجنا من الكعبة شرفها الله تعالى، حتى أتينا منزل خديجة «عليه السلام»، فقال لي: يا علي، إنه أول من كسّر الأصنام جدك إبراهيم «عليه السلام»، ثم أنت يا علي آخر من كسّر الأصنام.

قال: فلما أصبحوا أهل مكة، وجدوا الأصنام منكسة، مقلوبة على رؤوسها، فقالوا: ما فعل هذا بآلهتنا إلا محمد، وابن عمه.

ثم لم يقم بعدها في الكعبة صنم([1]).

ونقول:

إن هذا الحديث ظاهر الدلالة على أن هذا الحدث قد حصل قبل الهجرة، وقد أشبها صلوات الله وسلامه عليهما أباهما إبراهيم الخليل «عليه السلام»، حين حطم في الخفاء أصنام قومه، فلما أصبحوا قالوا: من فعل هذا بآلهتنا؟!

وهذه هي نفس الكلمة التي قالها المكيون حين رأوا ما جرى لأصنامهم..


 

([1]) إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص689 عن ابن حسنويه في درر بحر المناقب، وليراجع ص680 ـ 687 عن مصادر كثيرة، وتاريخ بغداد (ط القاهرة) ج13 ص302 وفرائد السمطين ج1 ص249 و 250 ونظم درر السمطين ص125 ومسند أحمد ج1 ص84 وموضح أوهام الجمع والتفريق ج2 ص432 وكنز العمال ج15 ص151 والمناقب لابن المغازلي ص202 و 429 وترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج1 ص327 وبحار الأنوار ج38 ص76 وجمع الفوائد ج2 ص26 وتذكرة الخواص ج1 ص247 وراجع هامشه، فقد أشار إلى مصادر كثيرة.

وراجع: سبل الهدى والرشاد ج5 ص236 عن ابن أبي شيبة، والحاكم، وتاريخ الخميس ج2 ص86 عن الطبراني، وأحمد، والترمذي، والصالحاني، والتبصرة لابن الجوزي ص442 ومناقب الأخيار ص3 ومستدرك الحاكم ج3 ص5 وج2 ص366 و 367 وتلخيص المستدرك بهامشه، والمصنف لابن أبي شيبة ج14 ص488 والسيرة الحلبية ج3 ص86 عن خصائص العشرة للزمخشري وبدايع الأمثال ص148 وينابيع المودة ص139 و 420 والمناقب للخوارزمي ص71 و 73 وخصائص الإمام علي «عليه السلام» للنسائي (ط التقدم بمصر) ص225 و 31 وصفة الصفوة ج1 ص119 ومجمع الزوائد ج6 ص23 و 24 عن أبي يعلى والبزار، ومفتاح النجا ص27 وذخائر العقبى (ط مكتبة القدس) ص85 ومنتخب كنز العمال ج5 ص54 وتفريح الأحباب ص316 وبذل القوة للسندي الحنفي ص224 وغالية المواعظ ج2 ص88.

 
   
 
 

موقع الميزان