تضحيات علي عليه السلام تضحيات أبي طالب

   

صفحة : 104-105  

تضحيات علي عليه السلام تضحيات أبي طالب:

وسيأتي في غزوة بدر ما ملخصه: أنه لما جرح عبيدة بن الحارث بن المطلب، وقال لرسول الله: أما لو كان عمك حياً لعلم أني أولى بما قال منه.

كـذبـتـم وبـيـت الله يبـزى محمد        ولمـا نـطـاعـن دونـه ونـنـاضــل

ونـسـلـمـه حـتى نـصـرع دونـه         ونـذهـل عـن أبـنـائنـا والحـلائل

فقال «صلى الله عليه وآله»: أما ترى ابنه كالليث العادي بين يدي الله ورسوله، وابنه الآخر في جهاد الله بأرض الحبشة؟!

قال: يا رسول الله أسخطت علي في هذه الحالة؟!

قال: ما سخطت عليك، ولكن ذكرت عمي، فانقبضت لذلك([1]).

ثم لم يلبث عبيدة أن استشهد، بسبب جراحته تلك، رضوان الله تعالى عليه.

ونقول:

قد ذكرنا هذه الواقعة في كتابنا الصحيح من سيرة النبي «صلى الله عليه وآله»، في غزوة بدر، فلا بأس بمراجعتها هناك.. غير أننا نحب أن نشير هنا إلى ما يلي:

أولاً: قد ظهر أن النبي «صلى الله عليه وآله» يعتبر جهاد علي وجعفر «عليهما السلام» جهاداً لأبي طالب «عليه السلام» نفسه، فإنهما ثمرة من ثمرات تربيته، ونور من أنوار حكمته، وإيمانه وقبس من تضحياته، وهو الذي كان يدفعهما للتضحية في سبيل هذا الدين، ويشجعهما على الإستقامة على طريق الحق والهدى، ويوفر لهما كل المناخات اللازمة لذلك..

ثانياً: إنه «صلى الله عليه وآله» يشهد على صحة نوايا علي وجعفر «عليهما السلام» وبإخلاص علي «عليه السلام» في تضحياته لله ولرسوله، فلا معنى لادعاء عمر بن الخطاب: أنه «عليه السلام» كان يحسد أو يرائي في ما يظهره من زهد، وعبادة وتقوى([2]).


 

([1]) راجع: تفسير القمي ج1 ص265 وبحار الأنوار ج19 ص255 والصافي ج2 ص281 ونور الثقلين ج2 ص132.

([2]) سيأتي الحديث عن ذلك إن شاء الله في فصل: عمر وخلافة علي «عليه السلام».

 
   
 
 

موقع الميزان