علي
عليه السلام
في بيعة العقبة:
ويقولون:
إنه حين قدم أهل المدينة إلى مكة في موسم الحج، اجتمعوا بالنبي
«صلى الله
عليه وآله»
عند العقبة فبايعوه، فعلمت قريش بالأمر، فجاءت على بكرة أبيها، قد
حملوا السلاح.
وخرج حمزة
ومعه السيف، هو وعلي بن أبي طالب
«عليه السلام»
إلى فم الشعب، فلما نظروا إلى حمزة قالوا: ما هذا الذي اجتمعتم له؟!
فقال:
ما اجتمعنا، وما ها هنا أحد. والله، لا يجوز أحد هذه العقبة إلا ضربته
بسيفي([1]).
فصدهم عما كانوا دبروه وقصدوه..
ونقول:
لعلك تقول:
كيف استطاع
رجلان هما حمزة بن عبد المطلب، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن يردا
كيد قريش كلها، وهي قد جاءت بسلاحها؟! لا سيما وهي في أوج غضبها
وهيجانها؟!
ونجيب:
إن الروايات تصرح:
بأن حمزة وعلياً
«عليهما
السلام»
قد وقفا على فم الشعب، وهو بمثابة مضيق لا يمر فيه إلا جماعة صغيرة من
الرجال، فإذا أخذ الفارس أو الفارسان بفم المضيق، فإنه يتمكن بشجاعته
وحسن رويته، وسرعة حركته من صد من يريد الورود في ذلك المضيق، وبالتالي
صد من خلفهم أيضاً..
وقد
ذكر الرواة:
أن عمرو بن عبد ود ـ أو غيره كان يعد بألف فارس، لأنه أخذ عليهم فم
الوادي، وكان ضيقاً جداً، فلم يتمكنوا من وروده([2]).
إلا أشتاتاً متفرقين، فحيث قد صدت الطليعة منهم، امتنع التقدم على من
بعدهم.
([1])
راجع فيما تقدم أي كتاب تاريخي أو حديثي شئت مثل: بحار الأنوار
ج19 ص12 و 13 و 48 والصافي ج2 ص294 ونور الثقلين ج2 ص147
والميزان ج9 ص78 وحلية الأبرار ج1 ص94 وإعلام الورى ص57 و (ط
مؤسسة آل البيت) ج 1 ص 144 وتفسير القمي ج1 ص272 و 273 وراجع:
تاريخ الخميس ج1 ص318 و 319 ودلائل النبوة للبيهقي (ط دار
الكتب العلمية) ج2 ص450 والبداية والنهاية ج3 ص158 والسيرة
النبوية لابن كثير ج2 ص193 و 210 والسيرة الحلبية ج2 ص17 وما
قبلها وما بعدها، والسيرة النبوية لابن هشام ج2 ص88 وقبلها
وبعدها، وغير ذلك كثير.
([2])
راجع: بحار الأنوار ج20 ص202 وج31 ص445 وج41 ص88 ومناقب آل أبي
طالب ج2 ص324 ورسائل المرتضى ج4 ص122 ومصباح البلاغة (مستدرك
نهج البلاغة) ج3 ص183 وشجرة طوبى ج2 ص287 وجوامع الجامع ج3 ص52
ومجمع البيان ج8 ص130 والميزان ج16 ص296 وتفسير الآلوسي ج21
ص155 وإعلام الورى ج1 ص380 وتأويل الآيات ج2 ص451 وراجع: تاريخ
الخميس ج1 ص486 وحبيب السير ج1 ص361 وينابيع المودة ص95 وغاية
المرام ج4 ص274 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص378 وج20 ص625
وج31 ص233 وج32 ص368.
|