صفحة : 144-145  

كيف وصل أبو بكر إلى علي عليه السلام؟!:

وحين يواجهنا قولهم: إن أبا بكر جاء إلى علي وهو نائم على فراش النبي «صلى الله عليه وآله»، فسأله عنه، فقال له: إنه ذهب نحو بئر ميمونة.

فإننا نحتاج إلى الإجابة على الأسئلة التالية:

أولاً: كيف وصل أبو بكر إلى موضع رسول الله «صلى الله عليه وآله»، والرصد محيط بيته «صلى الله عليه وآله»، يراقب كل حركة فيه.. ويصغي لكل حديث يدور، فيسمعه إلا ما كان منه همساً؟!

وقد علمنا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان مضطراً للخروج من الباب الذي كان المتآمرون يتجمعون عنده، وقد خرج من بيته بطريقة خاصة، استطاع بها التشويش علىهم.. الأمر الذي يدل على أن لذلك البيت باباً واحداً لم يكن للنبي «صلى الله عليه وآله» بد من الخروج منه، وكان على أبي بكر أن يستفيد من خصوص هذا الباب لدخوله وخروجه.. وكان المحدقون به ينظرون للنائم من خلل هذا الباب، ويرمونه بالحصى.. فكيف دخل أبو بكر وخرج، ولم يره المحدقون بالباب؟! ولا رأوه من الخلل الذي بالباب؟!

إلا إن كان قرارهم هو عدم التعرض للداخلين والخارجين إلا إذا كان الخارج هو رسول الله «صلى الله عليه وآله»..

ولكن كيف يسمحون بدخول وخروج الأغيار، وهم يعلمون: أن الداخلين سوف يخبرون من في البيت عن الوضع المحيط به، وسيحذرونه مما ينتظره، وسيقترحون عليه المخارج من الوضع القائم..

ثانياً: لو تجاوزنا ذلك كله، فإن ثمة سؤالاً آخر وهو: ألم يسمع الجالسون على الباب ما دار بين علي «عليه السلام» وأبي بكر؟! ألم يدركوا ولو من خلال اختلاف الأصوات أن الصوت هو صوت علي «عليه السلام»، لا صوت النبي «صلى الله عليه وآله».

ثالثاً: إذا كانوا ينظرون إلى النائم من خلل الباب، ويرمونه بالحصى، ويرونه يتضور ويتقلب، فذلك يعني أن ثمة نوراً يكفي لرؤية هذه الأحوال، فكيف لم يعرفوا: أن النائم الذي خاطب أبا بكر ـ ولعله كشف رأسه له ورأوه ـ ليس هو النبي «صلى الله عليه وآله» بل هو شخص آخر وهو علي «عليه السلام». إلا إن كانوا قد رموه بالحصى بعد طلوع الفجر، وانتشار بعض النور..

من أجل ذلك نقول:

إن الظاهر هو: أن أبا بكر لم يأت إلى بيت النبي «صلى الله عليه وآله»، ولعله التقى به في طريقه، فأخذه معه([1]). كما دلت عليه بعض الروايات.


 

([1]) راجع: الخرائج والجرائح ج1 ص144 وبحار الأنوار ج19 ص73 وراجع ص61 عنه، والأمالي للشيخ الطوسي ج2 ص82 وغير ذلك.

 
   
 
 

موقع الميزان