والغريب هنا:
أن نجد أحد من
عرف بتنكّره لخط الإمامة، والولاية، وبعيدة عن خط الشيعة والتشيع. يضطر
لأن يعترف بأن قضية مبيته «عليه السلام» على فراش النبي «صلى الله عليه
وآله» ليلة الهجرة، من الإشارات الواضحة إلى خلافته «عليه السلام»،
فيقول:
«هذا الذي كان
من عليٍّ
في ليلة الهجرة، إذا نظر إليه في مجرى الأحداث التي عرضت للإمام عليٍّ
في حياته بعد تلك الليلة؛ فإنه يرفع لعيني الناظر إمارات واضحة،
وإشارات دالة على أن هذا التدبير الذي كان في تلك الليلة لم يكن عارضاً
بالإضافة إلى عليّ،
بل هو عن حكمة لها آثارها ومعقباتها، فلنا أن نسأل:
أكان لإلباس
الرسول «صلى الله عليه وآله» شخصيته لعلي تلك الليلة ما يوحي بأن هناك
جامعة تجمع بين الرسول وبين علي أكثر من جامعة القرابة القريبة التي
بينهما؟!
وهل لنا أن نستشف من ذلك:
أنه إذا غاب شخص الرسول كان علياً (كذا) هو الشخصية المهيأة لأن تخلف،
وتمثل شخصه، وتقوم مقامه؟!
وأحسب أن أحداً قبلنا لم ينظر إلى هذا الحدث نظرتنا هذه
إليه، ولم يقف عنده وقفتنا تلك حتى شيعة علي»([1]).
([1])
علي بن أبي طالب، لعبد الكريم الخطيب 105 و 106.
|