صفحة : 170  

أداء الأمانات:

وإن إبقاء علي «عليه السلام» في مكة لأداء الأمانات، ورد الودائع للناس، في مثل هذه الظروف الحساسة والخطيرة جداً، لهو من أروع المواقف المعبرة عن الإلتزام بالقيم، وبالمثل والمبادئ، فلا تجد أي أثر لالتماس المعذرات، وانتهاز الفرص، حتى حين تكون متوفرة له، وتكون الظروف الصعبة ملحة عليه بهذا المستوى من الإلحاح.

واللافت هنا: أنه «صلى الله عليه وآله» أمر علياً بأن يؤدي الأمانات على أعين الناس ظاهراً، بل صارخاً بالناس ثلاثة أيام، بالأبطح، يطلب منهم الحضور لأخذها، وذلك ليعطيهم درساً بليغاً في الصدق مع الذات، وليضعهم أمام أنفسهم، وفي مواجهة وجدانهم، ليرى الجميع تناقضاتهم في سلوكهم، وكيف أن باءهم تجر المنافع لأنفسهم، ولا تجرهم إلى الإعتراف بالحق، والبخوع والخضوع له..

كما أن هذا الظهور العلني لعلي «عليه السلام»، له معناه ومغزاه في كبت الأعداء، واكتوائهم بنار الخيبة والحسرة..

 
   
 
 

موقع الميزان