وصية النبي
صلى الله عليه وآله
بفاطمة
عليها السلام:
وصرحت الروايات المتقدمة:
بأنه
«صلى الله عليه وآله»
أوصى علياً
«عليه السلام»
بابنته فاطمة
«عليها
السلام»،
وأمره أن يبتاع رواحل له، وللفواطم، ولمن أزمع الهجرة معه من بني هاشم.
ونقول:
أولاً:
إن هذا النص يعطي: أنه لم تكن للنبي
«صلى الله عليه وآله»
بنت يفترض أن يهتم بشأنها سوى فاطمة
«عليها السلام»..
ولأجل ذلك أمره بأن يأتي، وجعل الله تعالى خليفته عليهما، وأمره أن
يشتري رواحل له ولها، ولسائر الفواطم لأجل الهجرة، فلو كانت أم كلثوم
بنتاً لرسول الله
«صلى الله عليه وآله»
لكان ذكرها، وأوصى بها، وأمر علياً بشراء راحلة لها لتهاجر عليها..
وقد تحدثنا عن
ذلك في كتبنا المختلفة، مثل بنات النبي
«صلى الله
عليه وآله»
لا ربائبه والقول الصائب، والبنات ربائب وغير ذلك.
ثانياً:
إن هذا الدعاء النبوي لعلي «عليه السلام» ولفاطمة قد جاء في سياق واحد،
جاعلاً علياً خليفته على فاطمة مما يعني التطبيق العملي لقوله «صلى
الله عليه وآله» في حديث إنذار العشيرة، وخليفتي
من بعدي..
وحتى لو كان
«صلى الله
عليه وآله»
قد قال:
وخليفتي في أهلي، فإنه يؤدي نفس معنى الخلافة في الأمة، كما أوضحناه
حين الحديث عن هذا الموضوع، فإن الخلافة في الأهل إذا كانت تشمل
البالغين المكلفين، كان معناها الولاية العامة، لا مجرد الولاية التي
تكون للرجل على أبنائه..
والخلاصة:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
صرح بخلافة
علي
«عليه السلام»
على فاطمة، وقد كان يمكن أن يوصيه بالإتيان بها مع الفواطم من دون أن
يجعله خليفة عليها.. ثم عقب ذلك بأنه يجعل الله خليفة عليها وعليه..
ربما لكي يفهمنا بصورة أوضح وأصرح أن مراده بالخلافة هنا تولي الأمر،
من جميع الجهات.
|