إن علياً
«عليه السلام» بعد أن يئس من إنابة ذلك المدعي إلى رشده، واستشهد بمن
شهدوا له، أعلن أمرين:
أحدهما:
أنه يواجه مكيدة مدبرة ظهرت له من نفس عرض المدعي شهادة هؤلاء المعلنين
بالعداوة للرسول، والمعروفين بسعيهم لإسقاطه بأية طريقة كانت، ولو
بالدس والإفتراء.
ودلَّه على الإفتراء في دعواه أيضاً:
يقينه بصدق النبي, وبأمانته التي يشهد بها جميع أهل مكة، حتى سموه
بالصادق الأمين..
ومجرد أن لا
يجد «عليه السلام» تلك الأمانة في جملة الأمانات الموجودة لديه لا يدع
عنه مجالاً لأي شك أو شبهة بكذب ذلك الشخص فيما يدعيه الرسول.
الثاني:
أنه «عليه
السلام» أخبر بالنتيجة سلفاً، وهي: أن المكيدة ستعود إلى من دبرها، وقد
تحقق ذلك بالفعل، لأنه عالم بالطرق الصحيحة والمشروعة، التي من شأنها
كشف الحقيقة للناس، وقد مارسها حتى انكشفت هذه الحقيقة بالفعل.
|