صفحة : 176  

اصفر لونك:

إنه «عليه السلام» لم يواجه ذلك المدعي للباطل بالتكذيب، حتى بعد أن ظهر كذبه، بل قال له: أراك قد اصفر لونك، وتغيرت أحوالك. لأن مواجهته بالقسوة ستدعوه للمكابرة، وافتعال مشكلة تستطيع أن تصرف الأنظار عن قبح ما أتاه، وتشحن الأجواء بروائح كريهة، مفعمة بالتحدي والعداء، الأمر الذي يجعل هذا المفتري محقاً في ما يدعيه بنظر الناس.. ويبرر للناس هذا الموقف الرديء، لأنهم يزعمون أن للعدو أن يكافح عدوه بمختلف الوسائل المتاحة له.

ولكن رفقه «عليه السلام» به، بعد نصيحته المتقدمة له قد دفعت ذلك المفتري إلى الإعتراف بغدره، وبتواطئه مع أولئك المسرفين على أنفسهم ضد رسول الله «صلى الله عليه وآله».

 
   
 
 

موقع الميزان