صفحة : 187-189  

أبو بكر يغضب ويشمئز:

وقد جاء في بعض روايات الهجرة: أنه في نفس اليوم الذي وصل فيه النبي «صلى الله عليه وآله» إلى قباء ونزل على كلثوم بن الهدم أصرّ عليه أبو بكر ليدخل المدينة، فرفض وأخبره: أنه لا يريم (أي لا يفارق ولا يبرح مكانه) حتى يقدم عليه ابن عمه، وأخوه في الله، وأحب أهل بيته إليه، الذي وقاه بنفسه، على حد تعبيره «صلى الله عليه وآله».

فغضب أبو بكر، واشمأز، وفارق النبي «صلى الله عليه وآله»، ودخل المدينة في تلك الليلة، وبقي «صلى الله عليه وآله» ينتظر أمير المؤمنين «عليه السلام» حتى وافاه بالفواطم، وأم أيمن([1]) في النصف من ربيع الأول، لأن النبي «صلى الله عليه وآله» قدم إلى قباء في الثاني عشر.

وقيل: بقي «صلى الله عليه وآله» في قباء بضع عشرة ليلة([2]).

وقيل: أقام هناك اثنتين وعشرين ليلة([3]). من ربيع الأول، وقد وافاه علي «عليه السلام» بعد ثلاثة أيام([4]). ونزل مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» على كلثوم بن الهدم([5]).

ويرى البعض: أن الذي قدم بالعيال هو زيد بن حارثة وأبو رافع([6]).

ورفع الحلبي التنافي: باحتمال أن يكون الكتاب الذي أرسله إلى علي «عليه السلام» من قباء قد أرسله معهما، ثم رافقا علياً في الطريق، وعادا معه([7]).

فنسب البعض المجيء بالعيال إليهما، وتجاهل دور أمير المؤمنين «عليه السلام» الرائد، وموقفه في الدفاع عنهما لحاجة في نفسه قضاها.


 

([1]) راجع فيما ذكرناه كتاب: بحار الأنوار ج19 ص106 و 115 و 116 و 75 و 76 و64 وإعلام الورى ص66 والخرائج والجرائح ج1 ص145 وراجع: الفصول المهمة لابن الصباغ ص35 و (ط دار الحديث) ج1 ص303 وأمالي الشيخ الطوسي ج2 ص83 و (ط دار الثقافة) ص470 وكشف الغمة ج2 ص33 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص485 وراجع: الكافي ج8 ص340 ومختصر بصائر الدرجات ص130 والسيرة الحلبية ج2 ص53 و (ط دار المعرفة) ج2 ص233 والطرائف لابن طاووس ص410 والمحتضر للحلي ص106 وحلية الأبرار ج1 ص149 و 150 و 159 وكتاب الأربعين للماحوزي ص329 ونور الثقلين ج1 ص423 والكنى والألقاب ج1 ص172.

([2]) السيرة الحلبية ج2 ص53 و55 عن البخاري.

([3]) السيرة الحلبية ج2 ص55 عن ابن عقبة.

([4]) راجع: إمتاع الأسماع ص48 و (ط دار الكتب العلمية) ج1 ص68 والمستدرك للحاكم ج3 ص397 والإستيعاب (ط دار الجيل) ج2 ص729 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص626 وراجع ص625 وج30 ص15و 558 و 617 و 618 وبحار الأنوار ج19 هامش ص106 وراجع: تاريخ مدينة دمشق ج42 ص69 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص305 وأنساب الأشراف ص91 والبداية والنهاية ج3 ص197 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج3 ص242 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص270 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج1 ص47 وسبل الهدى والرشاد ج3 ص267 وينابيع المودة ج2 ص149 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص22.

([5]) راجع: كنز العمال ج16 ص685 وتاريـخ مدينة دمشق ج42 ص69 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص305 وأنساب الأشراف ص91 والبداية والنهاية ج3 ص197 و (ط دار إحيـاء الـتراث العـربي) ج3 ص242 وشرح إحقـاق الحـق = = (الملحقات) ج8 ص625 وج30 ص15 و 558 و 617 و618  والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص22 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص15 وإمتاع الأسماع ج1 ص68 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص270 وجواهر المطالب ج1 ص47 وسبل الهدى والرشاد ج3 ص267 وينابيع المودة ج2 ص149.

([6]) راجع: المستدرك للحاكم ج4 ص5 وفتح الباري ج7 ص176 و 205 والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص62 والمنتخب من ذيل المذيل للطبري ص94 ومجمع الزوائد ج9 ص227 والمعجم الكبير للطبراني ج23 ص25 والإستيعاب (ط دار الجيل) ج4 ص1937 وأسد الغابة ج5 ص583 وسير أعلام النبلاء ج2 ص152 و 269 والسيرة الحلبية ج2 ص53 و (ط دار المعرفة) ج2 ص233.

([7]) السيرة الحلبية ج2 ص53 و (ط دار المعرفة) ج2 ص233.

 
   
 
 

موقع الميزان