تحدثت الروايات أن أبا بكر ألاص([1])
النبي
«صلى الله
عليه وآله»
ليدخل المدينة، فأبى. فتركه ودخلها وحده.
ونقول:
لا معنى لأن يقترح أحد على رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
شيئاً، فضلاً
عن أن يصر عليه في أي من الأمور، بل عليه أن يسلّم لرسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
في كل شيء، عملاً بقوله تعالى:
﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾([2]).
ويتأكد لزوم
هذا التسليم إذا كان هذا الأمر يرتبط بالنبي
«صلى الله
عليه وآله»
نفسه، وبدعوته
وحركته في محيطه، فإنه أدرى بما يريده الله تعالى منه، وأعرف بما يصلح
له وبما لا يصلح، وهذا بالذات هو حال النبي
«صلى الله
عليه وآله»
فيما يرتبط بدخوله إلى المدينة في ذلك الوقت بالذات..
ويزيد الأمر غرابة:
أن يقدم أبو بكر على ترك رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
في قباء، ويدخل هو المدينة وحده.. فإن هذا ليس هو المتوقع من صحابي
يهمه أمر رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
والإستزادة من بركات وجوده، والإستفادة من علمه، وتربيته وتوجيهاته.
([1])
ألاصه: أي حركه واراده كالذي يريد أن يقتلع الوتد من موضعه.
([2])
الآية 56 من سورة الأحزاب.
|