وقد ذكرت بعض الروايات المتقدمة:
أن النبي
«صلى الله
عليه وآله»
قال: «لست أريم حتى يقدم ابن عمي، وأخي في الله عز وجل، وأحب أهل بيتي
إلي، فقد وقاني بنفسه من المشركين.
قال:
فغضب عند ذلك أبو بكر، واشمئز، وداخله من ذلك حسد لعلي
«عليه السلام»
إلخ..».
ويستوقفنا هنا:
أن النبي
«صلى الله
عليه وآله»
لم يبرر مقامه في قباء إلا بأمر واحد، وهو انتظاره قدوم علي
«عليه السلام»..
ثم وصف علياً
«عليه
السلام»
بأوصاف عالية، تميزه على جميع ما عداه.
والأهم من ذلك:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
قدم الدليل والمبرر لهذه الأوصاف، الذي لا مجال لإنكاره ولا للتأويل أو
التلاعب فيه..
وقد أوضح هذا المبرر:
أن هذا الكلام ليس مجرد كلام إنشائي، قد يتم التراجع عنه، أو إشراك شخص
آخر فيه.
وبعبارة أخرى..
إن التضحية التي قدمها علي
«عليه السلام»،
وهي وقايته لرسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
بنفسه ليلة المبيت، أمر تفرد به علي
«عليه السلام»
ولا يشاركه فيه غيره. فلا مجال إذن لمشاركة أحد له في الحب الذي نتج عن
هذه التضيحة.. إلا بتضحيات مماثلة.. وهي مما لا يتوقع حصوله من أحد
سواه..
من أجل ذلك:
وجد أبو بكر نفسه أمام طريق مسدود، فتضايق إلى حد الغضب، وأخذه حب
الإستئثار بهذه الفضيلة لنفسه، وأنى له بذلك، وهو لا يستطيع أن يضحي
بأي شيء حتى لرسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
كما أظهرته الوقائع طيلة حياة النبي
«صلى الله
عليه وآله».
|