صفحة : 8-14   

حديث الزواج:

وخطب أبو بكر  وعمر ، فاطمة أولاً، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» لهما: إنها صغيرة. فخطبها علي؛ فزوجها منه([1]).

قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين  ، ولم يخرجاه([2]).

وفي نص آخر: أن أشراف قريش جماعات"  خطبوا فاطمة «عليها السلام»، فردهم النبي «صلى الله عليه وآله»، ومنهم عبد الرحمن بن عوف " ([3])، بإشارة من أبي بكر   وعمر  عليه، وكان قد خطبها أبو بكر فرده «صلى الله عليه وآله»، ثم خطبها عمر فرده أيضاً([4]).

وقد قيل لعلي ـ وتصرح طائفة من الروايات: بأن أبا بكر  وعمر  ، بعد أن ردهما النبي «صلى الله عليه وآله» قصدا علياً «عليه السلام» إلى محل عمله، فقالا له([5]) ـ : لم لا تخطب فاطمة " ؟!

فخطبها «عليه السلام» إلى النبي «صلى الله عليه وآله»؛ فزوجه إياها.

وصرح «صلى الله عليه وآله» غير مرة: بأنه إنما زوجه إياها بأمر من السماء، كما صرحت به المصادر الكثيرة التي ذكرناها وغيرها.

وجاء: أن سعد بن معاذ ، أو أم أيمن  " ، أو جماعة من الأنصار  ، قد طلبوا منه «عليه السلام» أيضاً أن يخطب فاطمة  ([6]).

ولا مانع من أن يكون جميع المذكورين قد طلبوا منه ذلك، لما يرون من مكانته وقرباه من النبي «صلى الله عليه وآله»، بالإضافة إلى أهليته وفضله في نفسه.

وقد عاتب أبو بكر وعمر النبي «صلى الله عليه وآله» على منعهم، وتزويج علي «عليه السلام»، فقال «صلى الله عليه وآله»: والله، ما أنا منعتكم وزوجته، بل الله منعكم وزوَّجه([7])..

وورد عنه «صلى الله عليه وآله» أنه قال: «لو لم يُخْلَقُ علي ما كان لفاطمة كفؤ»([8]).

وفي كيفية زفافهما «صلوات الله وسلامه عليهما» في اليوم الأول، أو في السادس من شهر ذي الحجة تفصيلات تُظهِر ما لهما «عليهما السلام» من الفضل والمزية([9]).

وكذلك هي تعبر عن البساطة التي تميز بها زفاف بنت أعظم إنسان على وجه الأرض، وهي في ذاتها أعظم إنسانة على وجه الأرض بعد أبيها وبعلها، على رجل هو أعظم وأفضل الناس بعد النبي «صلى الله عليه وآله»، حتى لقد جاء: أن فراشهما كان إهاب كبش، ينامان عليه ليلاً، ويعلف عليه الناضح نهاراً([10]).

أو ننام على ناحيته، وتعجن فاطمة  على ناحيته([11]).

وبعد ما تقدم نقول:

إن هناك العديد من الإشارات اللمحات في النصوص المتقدمة، نذكر منها ما يلي:


 

([1]) راجع: المستدرك للحاكـم ج2 ص167 والسنن الكـبرى للنسـائي ج3 ص265  = = وج5 ص143 وخصائص أمير المؤمنين «عليه السلام» للنسائي ص114 وصحيح ابن حبان ج15 ص392 و399 وموارد الظمآن ج7 ص170 و 171 وسنن النسائي ج6 ص62 وفقه السنة لسيد سابق ج2 ص23 والعمدة لابن البطريق ص287 و 389 والطرائف لابن طاووس ص76 وكتاب الأربعين للشيرازي ص486 وبحار الأنوار ج40 ص68 والغدير ج3 ص221 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص228 والعثمانية للجاحظ ص290 ونهج الحق ص222 وغاية المرام ج5 ص114 و 180 وراجع: مجمع الزوائد ج9 ص205 والمعجم الكبير للطبراني ج22 ص409 وكنز العمال ج13 ص684 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج1 ص147 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص39 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص592 وج10 ص326 و 331 وج25 ص90 و 377 و 381 و 384 و 385 و 388 و 391 و 395 وج30 ص637 وج32 ص43.

([2]) مستدرك الحاكم ج2 ص168 وسكت عنه الذهبي في تلخيص المستدرك.

([3]) مناقب آل أبي طالب (ط المكتبة الحيدرية) ج3 ص122 وبحار الأنوار ج43 ص108 و 140 عن ابن بطة في الإبانة وعن غيره، وكفاية الطالب ص302 و 303 وكشف الغمة ج1 ص368 وشجرة طوبى ج2 ص249 ومجمع النورين للمرندي ص52.

([4]) صحيح ابن حبان (مخطوط في مكتبة: >قبوسراي< في إستانبول)، وسنن النسائي ج6 ص62 ومستدرك الحاكم ج2 ص167 ولم يتعقبه الذهبي، والسيرة الحلبية ج2 ص206 وتاريخ الخميس ج1 ص361 وكفاية الطالب ص304 وفضائل الخمسة ج2 ص133 والرياض النضرة ج3 ص142 و 145 وعن ابن عساكر ص79 عن أبي الحسن بن شاذان، وعن علي بن سلطان في مرقاته ج5 ص574 في الشرح، وليراجع ص142 ـ 145. وبحار الأنوار ج43 ص107 و 108 عن البلاذري في التاريخ، وابن شاهين في فضائل الأئمة ص125 و 136 و 140 وقال في ص108: >قد اشتهر في الصحاح بالأسانيد عن أمير المؤمنين، وابن عباس، وابن مسعود، وجابر الأنصاري، وأنس بن مالك، والبراء بن عازب، وأم سلمة، بألفاظ مختلفة، ومعاني متفقة: أن أبا بكر، وعمر، خطبا إلى النبي >صلى الله عليه وآله< فاطمة مرة بعد أخرى، فردهما<.

وكذلك فليراجع: ذخائر العقبى ص27 ـ 30 ودلائل الصدق ج2 ص289 ـ292 وأسد الغابة ج5 ص520 واللآلي المصنوعة ج1 ص365 والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص11 ومجمع الزوائد ج9 ص204 عن البزار، والطبراني، ورجاله ثقات وص205 عن الطبراني XE "الطبراني"  أيضاً، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص228 وليراجع ص227 وقال: >وقد روى هذا الخبر جماعة من الصحابة، منهم: أسماء بنت عميس، وأم أيمن، وابن عبـاس، وجابـر بن عبد الله< والصواعـق المحرقـة = = (ط سنة1375 هـ) ص139 و 140 و 161 عن أحمد، وابن أبي حاتم، وأبي الخير القزويني والحاكمي، وأبي داود السجستاني، وكشف الغمة ج1 ص353 و 364 عن علي وأم سلمة وسلمان، ومناقب الخوارزمي ص247 وجلاء العيون ج1 ص158 عن أمالي الشيخ، وكنز العمال ج15 ص199 و 286 و 288 عن ابن جرير، وأبي نعيم، وقال: إن الدولابي صححه في الذرية الطاهرة.

([5]) راجع المصادر المتقدمة؛ فإن كثيراً منها قد صرح بذلك.

([6]) راجع المصادر المتقدمة؛ فإن كثيراً منها قد صرح بذلك.

([7]) عيون أخبار الرضا ج2 ص203 وبحار الأنوار ج43 ص92 عنه، والإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» للهمداني ص126 ومسند الإمام الرضا للعطاردي ج1 ص141 واللمعة البيضاء ص246.

([8]) الكافي للكليني ج1 ص461 ومن لا يحضره الفقيه للصدوق ج3 ص393 وعيون أخبار الرضا ج2 ص203 و (ط أخرى) ج1 ص225 والخصال ص414 وبشارة المصطفى ص328 وفي (ط أخرى) ص267 وكشف الغمة للإربلي ج2 ص100 وفي (ط أخرى) ص188 عن صاحب كتاب الفردوس، وعن المناقب، ومصباح الأنوار، ومجمع النورين للمرندي ص27 و 43 واللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري ص96 وبيت الأحزان ص24 وتفسير القمي ج2 ص338 وحياة الإمام الحسن XE "الإمام الحسن"  للقرشي ج1 ص15 وص321 عن تلخيص الشافي ج2 ص277 والمحتضر لحسن بن سليمان الحلي ص240 والخصائص الفاطمية للكجوري ج1 ص119 والأنوار القدسية للشيخ محمد حسين الأصفهاني ص36 عن المحجة البيضاء ج4 ص200 وشرح أصول الكافي للمازندراني ج7 ص222 ووسائل الشيعة للحر العاملي (ط مؤسسة آل البيت) ج20 ص74 و (ط دار الإسلامية) ج14 ص49 ودلائـل الإمـامـة للطبري ص80 وعلل الشـرائـع ج2 ص178 = = وأمالي الصدوق ص474، ونوادر المعجزات ج6 ص84 وتفضيل أمير المؤمنين «عليه السلام» للشيخ المفيد XE "المفيد"  ص32 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص290 ومقتل الحسين XE "الإمام الحسين"  للخوارزمي ج1 ص66 والفصول المهمة للحر العاملي ج1 ص408 وج3 ص411 وبحار الأنوار ج8 ص6 وج43 ص10 و 92 ـ 93 و 97 و 107 و 141 و 145 وروضة الواعظين ص148 وكنوز الحقائق للمناوي (مطبوع مع الجامع الصغير) ج2 ص75 (وط بولاق مصر ص133)وإعلام الورى ج1 ص290 وتسلية المجالس وزينة المجالس ج1 ص547 والأسرار الفاطمية للمسعودي ص83 وأمالي الطوسي ج1 ص42 ونور البراهين للجزائري ج1 ص315 ومستدرك سفينة البحار ج9 ص126و 288 والإمام علي «عليه السلام» للهمداني ص126 و 334 ومستدرك الإمام الرضا للعطاردي ج1 ص241 والحدائق الناضرة ج23 ص108 وتهذيب الأحكام ج7 ص470 ح90 وص475 ح116 وينابيع المودة ج2 ص67 و 80 و 244 و 286 وإحقاق الحق (قسم الملحقات) ج7 ص1 ـ 2 وج17 ص35 ج19 ص117 عن عدد من المصادر التالية: مودة القربى للهمداني (ط لاهور) ص18 و 57 وأهل البيت لتوفيق أبي علم ص139 ومقتل الحسين للخوارزمي (ط الغري) ص95 و (ط أخرى) ج1 ص66 والفردوس ج3 ص373 و 513 و418 والسيدة الزهراء «عليها السلام» للحاج حسين الشاكري ص23 والمناقب المرتضوية لمحمد صالح الترمذي. لكن أكثر مصادر أهل السنة قد اقتصرت على عبارة لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ.. ولم تذكر كلمة، آدم فمن دونه.

([9]) حياة الإمام الحسن >عليه السلام< للقرشي ج1 ص15. واللمعة البيضاء ص237 والمناقب للخوارزمي ص351.

([10]) راجع: ذخائر العقبى ص35 والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص22 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج7 ص378 ومناقب آل أبي طالب (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص366 وبحار الأنوار ج40 ص323 ومستدرك سفينة البحار ج4 ص378 وكنز العمال ج13 ص682 والكامـل في التاريخ ج3 ص399 وإمتاع الأسماع ج5 ص352 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص312 و 315 وج10 ص380 و 400 وج17 ص576 وج25 ص274 وج32 ص229 و 271 و 276 و 277 و 287 وج33 ص244.

([11]) راجع: تاريخ مدينة دمشق ج42 ص376 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص637 = = والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج7 ص378 وإمتاع الأسماع ج5 ص352 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص41 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص312 وج17 ص576 وج25 ص274 وج32 ص277.

 
   
 
 

موقع الميزان