صفحة : 297-298   

1 ـ الآية نزلت في ابن أبي :

قال ابن روزبهان ما ملخصه: اتفق جميع أهل التفسير على أن الآية نزلت في عبادة بن الصامت ، وعبد الله بن أُبي ، حين قال عبادة: إني تركت كل مودة وموالاة كانت لي مع اليهود ، ونبذت كل عهد لي كان معهم.

وقال عبد الله بن أُبي: لا أترك مودة اليهود ، وموالاتهم، وعهدهم إلخ.. فنزلت آية النهي عن اتخاذ اليهود  والنصارى  أولياء([1]).

ويجاب:

أولاً: قد يقال: إن كلام ابن أبي إنما هو في ابقاء مودته لليهود ، وحفظ عهوده معهم، والآية تنهي عن المبادرة إلى اتخاذ اليهود والنصارى أولياء، فكأنها تنهي عن إحداث ذلك بعد أن لم يكن.

ويمكن أن يجاب عن هذا: بأن الآية ضربت القاعدة، وجاءت بحكم كلي، ينطبق على المورد المذكور وعلى غيره.

غير أننا نقول:

الآية لا تنطبق على قصة عبادة من جهتين:

إحديهما: أنّها تحدثت عن خصوص اتخاذ اليهود والنصارى أولياء، ولم تذكر موضوع حفظ العهد معهم ونبذه.

الثانية: إنّ الآية تحدثت عن اليهود والنصارى ، وحديث عبادة إنّما ذكر اليهود دون غيرهم.

ولو كان المراد ضرب القاعدة في اليهود والنصارى أيضاً لكان اللازم التعميم إلى المجوس ، وإلى غيرهم من الكفار أيضاً.

ثانياً: لم يتفق المفسرون على نزول الآية في عبادة بن الصامت  وابن أبي ، فعن عكرمة في تفسير الآية قال: كان طلحة والزبير  يكاتبان النصارى ، وأهل الشام إلخ..([2]).

وروي عن السدي ما تقدم([3]).

قال الشيخ محمد حسن المظفر «رحمه الله»: «وبالجملة: طلحة في قول عكرمة والسدي ، ممن نزلت فيه الآية، واختلفا في الآخر، فقال عكرمة هو الزبير، وقال السدي : هو عثمان »([4]).


 

([1]) إبطال الباطل (مطبوع ضمن دلائل الصدق) ج3 ق 1 ص204 ـ 205.

([2]) الدر المنثور ج2 ص291  عن ابن جرير، وابن المنذر.

([3]) وراجع: الدر المنثور، عن ابن جرير، وابن أبي حاتم، ولكنه لم يسم الرجلين الذين خافا أن يدال اليهود والنصارى.

([4]) دلائل الصدق ج3 ق1 ص202.

 
   
 
 

موقع الميزان