قال ابن روزبهان ما
ملخصه:
اتفق جميع أهل التفسير على أن الآية نزلت في عبادة بن الصامت
، وعبد
الله بن أُبي
، حين قال
عبادة: إني تركت كل مودة وموالاة كانت لي مع اليهود
،
ونبذت كل عهد لي كان معهم.
وقال عبد
الله بن أُبي:
لا
أترك مودة اليهود
،
وموالاتهم، وعهدهم إلخ.. فنزلت آية النهي عن اتخاذ اليهود
والنصارى
أولياء([1]).
ويجاب:
أولاً:
قد يقال: إن كلام ابن أبي إنما
هو في ابقاء مودته لليهود
، وحفظ عهوده
معهم، والآية تنهي عن المبادرة إلى اتخاذ اليهود والنصارى أولياء،
فكأنها تنهي عن إحداث ذلك بعد أن لم يكن.
ويمكن أن يجاب عن هذا:
بأن الآية ضربت القاعدة، وجاءت بحكم كلي، ينطبق على المورد المذكور
وعلى غيره.
غير أننا
نقول:
الآية لا
تنطبق على قصة عبادة من جهتين:
إحديهما:
أنّها تحدثت عن خصوص اتخاذ اليهود والنصارى أولياء، ولم تذكر موضوع حفظ
العهد معهم ونبذه.
الثانية:
إنّ الآية تحدثت عن اليهود والنصارى ، وحديث عبادة إنّما ذكر اليهود
دون غيرهم.
ولو كان
المراد ضرب القاعدة في اليهود والنصارى أيضاً لكان اللازم التعميم إلى
المجوس ، وإلى غيرهم من الكفار أيضاً.
ثانياً:
لم يتفق المفسرون على نزول الآية في عبادة بن الصامت
وابن
أبي ، فعن عكرمة في تفسير الآية قال: كان طلحة والزبير يكاتبان
النصارى ، وأهل الشام إلخ..([2]).
وروي عن السدي ما تقدم([3]).
قال الشيخ
محمد حسن المظفر
«رحمه الله»:
«وبالجملة: طلحة في قول عكرمة والسدي ، ممن
نزلت فيه الآية، واختلفا في الآخر، فقال عكرمة هو الزبير، وقال السدي :
هو عثمان
»([4]).
([1])
إبطال الباطل (مطبوع ضمن دلائل الصدق) ج3 ق 1 ص204 ـ 205.
([2])
الدر المنثور ج2
ص291
عن ابن جرير، وابن المنذر.
([3])
وراجع: الدر المنثور، عن ابن جرير، وابن أبي حاتم، ولكنه لم
يسم الرجلين الذين خافا أن يدال اليهود والنصارى.
([4])
دلائل الصدق ج3 ق1 ص202.
|