2 ـ طلحة بريء

   

صفحة : 299   

2 ـ طلحة بريء:

زعم بعضهم: أن ما ذكرته هذه الرواية مكذوب على طلحة ، لأنه في أُحد حمى وجه رسول الله «صلى الله عليه وآله» من السيف بيده، وقطعت يده، ومن المقررات أنّه ابتلي يوم أحد بما لم يبتل به أحد من المسلمين([1]).

ونقول:

أولاً: لم يذكر أحد أن يد طلحة قطعت في أُحد ، ولا في غيرها، بل ذكروا: أن أصبعه شلت.

ثانياً: دلت النصوص على فرار طلحة في أُحد ، فراجع.

ثالثاً: قال العلامة الشيخ محمد حسن المظفر «رحمه الله» عن وقاية طلحة وجه النبي «صلى الله عليه وآله» بالسيف: «لم أجد في أخبارهم ذكر السيف، وإنّما رووا عنه أنّه وقاه بالسهم»([2]).

رابعاً: قولهم: إن طلحة قد ابتلي بما لم يبتل به أحد من المسلمين، غير ظاهر الوجه، ولا سيما مع ما ذكرناه من فراره في ذلك اليوم، بالإضافة إلى ما جرى على حمزة رضوان الله تعالى عليه وعلى سائر الشهداء، والجرحى وما أكثرهم فقد كانوا ستين أو سبعين كما ظهر في غزوة حمراء الأسد .

هذا ما جرى على أمير المؤمنين «عليه السلام»، الذي يقول عنه أنس بن مالك كما تقدم:

«أُتي رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعلي «عليه السلام» يومئذٍ، وفيه نيف وسبعون جراحة، من طعنة وضربة، ورمية، فجعل رسول الله «صلى الله عليه وآله» يمسحها، وهي تلتئم بإذن الله تعالى كأن لم تكن»([3]).


 

([1]) راجع: كنز العمال للهندي ج 13 ص201 وإحقاق الحق (الأصل) ص260.

([2]) دلائل الصدق ج3 ق1 ص207.

([3]) مجمع البيان ج2 ص509 وبحار الأنوار ج20 ص23.

 
   
 
 

موقع الميزان